المحايد/ ملفات
أحدثت مقولة حسين الشحماني، المواطن البصري الذي انتقد الوضع في مكان عمله بمحافظة البصرة، تفاعلاً واسعاً، حين لخّص مأساة واقع المحافظة، ببضع كلمات اشتهر فيها، وهي "يجونك بالتفك".. إلا أن تلك المقولة العفوية لم تسكت عنها مديرية بلدية المحافظة، وأقامت دعوى قضائية ضد حسين الشحماني.
الشحماني لم يتعرض لدعوى قضائية فحسب، بل تعرّض لتهديدات بالتصفية الجسدية والقتل، بعد ما أكد في شريط مصور نشره يوم أمس قائلاً، إن "مدير بلدية البصرة وأحد المتنفذين أقاموا دعوى عليّ، وكنت متوقعها، وأحب أن يكون القضاء فيصلاً"، مشيراً إلى أن "البصرة إذا كانت مثل دبي، والحيوانات لم تملئ العلوة فلك الحق أن تتكلم".
وحمّل الشحماني، مدير بلدية البصرة إذا ما تعرضت حياته أو حياة أسرته لخطرٍ ما، بعد ما أشار إلى تلقيه تهديدات بالتصفية الجسدية عبر الهاتف، من شركات تعاقد معها مدير البلدية، على حد قول الشحماني.
ودعا الشحماني "الجماهير إلى وقفة جادّة ومساندته"، مؤكداً أن "اثنين من إخوانه شهداء"، ورغم ذلك تعرض للتهديدات بالتصفية الجسدية حين انتقد واقع المحافظة الذي يشكو منه كثير من أهالي المحافظة.
ووسط هذه التهديدات والدعوى القضائية، أفاد مصدر من محافظة البصرة، بأن "الشحماني تتهمه بعض الجهات التي لديها فصائل مسلحة بإحداث بلبلة في البصرة، من خلال الفيديوهات التي يظهر بها الشحماني".
وقال المصدر لـ "المحايد"، إن "مدير بلدية البصرة يحتمي بالجهات المسلحة الموجودة في محافظة والبصرة، ولجأ إلى القضاء ظاهراً، أمّا في الخفاء فقد جاءت تهديدات للشحماني من جهات مرتبطة بمدير البلدية".
والشحماني أكد في لقاء متلفز قبل أيام، أن "مدير البلدية جاء عبر المحاصصة، واللجان الاقتصادية التابعة للأحزاب في المحافظة تأخذ سنوياً مليار دينار من المكاتب الموجودة في علوة الخضار، دون تقديم أي خدمات تُذكر للمكان".
وقال الشحماني: "أنا لا أتحمل أن أعيش مع الحيوانات في البصرة، وأنا لا أحتاج إلى أموال، لكن لا أستطيع أن أعيش حيواناً، لأن الحيوانات في البصرة انتشرت وقدستها بعض الجهات، ولم نستطع أن نرفض تواجدها، لأن السلاح ينفتح في وجهنا".
وأشار إلى أن "مدير بلدية البصرة لم يؤدِ أي دور في المحافظة، وخدماته تحت الصفر، والكل يعلم بهذا الأمر من المحافظ إلى البرلمانيين، لكنهم يعملون بمبدأ (غطيلي وأغطيلك)".
وأكد الشحماني أنه "جاهز لمواجهة ومقابلة مدير بلدية البصرة إذا ما فنّد الأخير ما عبّرت به عن واقع المكان في العلوة التي تعد هي مركزية في محافظة البصرة".
وتعيش علوة حمدان المركزية، حالة مأساوية من تردي الخدمات فيها، دون وجود أي قانون متوفر فيها، حيث وجود التجاوزات في المكان، واستعباد التجار للعمال المتواجدين والمحتاجين إلى الأموال، حسب ما قال الشحماني.
وبعد ظهور الشحماني منتقداً واقع العلوة، نفذت مديرية بلدية البصرة، اليوم الأحد، حملة تنظيف وإزالة للنفايات في العلوة، بعد توجيهات من مدير بلدية المحافظة.
وقال مسؤول شعبة القبلة محمد عبد الحسين كاظم، في تصريح نشره إعلام البلدية، وتابعه "المحايد"، إن "الكوادر باشرت بتنظيف المنطقة وذلك استجابة لشكاوى ومناشدات المواطنين التي وردت للمديرية"، مؤكداً أن "اعمال الدائرة مستمرة وهناك آليات تدخل يوميا الى منطقة (علاوي المخضر)".
وبعد قول الشحماني إنه تعرض لتهديدات، أطلق ناشطون ومواطنون حملة تحت عنوان "يجونك بالتفك" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتضامن مع الشحماني، الذي عبّر عن رأيه وفق ما يكفله الدستور العراقي من حرية التعبير.
وتتضمن المادة 38 من الدستور العراقي، أن للمواطن حرية في التعبير عن أفكاره وآرائه بالقول او الكتابة او التصوير او بأية وسيلة اخرى مناسبة بما لا يخل بالنظام العام أو الآداب العامة.
وبعد الحملة التضامنية التي أطلقها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت مديرية بلدية البصرة توضيحاً قالت فيه، إنها "رفعت الدعوى ضد أشخاص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض على العصيان وتشويه سمعة الموظفين والعاملين بالمديرية، ولم تكن موجهة ضد حسين الشحماني".
وكتب أحد المدونين على موقع التواصل الاجتماعي، أن "كلام حسين الشحماني لم يتضمن أي غلط، لتُرفع ضده دعوى قضائية، ولا يوجد غير ازدراء إلا لأنه أهان البقرة المقدسة".
ولم يكن حسين يكذب في الفيديو، لأن الحيوانات كانت ظاهرة في الشريط المصور، كذلك وجود النفايات في أماكن مختلفة بالمكان الذي يجب أن يكون نظيفاً، لأنه يحتوي على مواد غذائية، ومن الممكن أن تنتقل الفايروسات إلى الأكل، وتتسبب بأزمة صحيّة جديدة.