المحايد/ محايات
في العراق، لا شيء يمنع الاحزاب، والتيارات السياسية، من المتاجرة بمعاناة جمهورها والاحتيال عليهم بشتى الطرق من اجل الحفاظ على ولائهم ودعمهم، والاهم من كل ذلك "أصواتهم الانتخابية".
وبينما تعيش القوى الشيعية في "حرج واضح" من جمهورها، بالتزامن مع حملات الأعمار التي تشهدها الانبار التي نهضت من ركام تنظيم داعش وحرب التحرير من عناصره الإرهابية، لجأت قوى شيعية معروفة إلى تصدير مشاريع عملاقة في الإعلام وايهام جمهورها الواسع بأن "الخلاص والبناء قادم".
ومن بين تلك المشاريع ما تروجه بعض الزعامات السياسية من وجود مشروع عملاقة بتفاصيل عالمية لإعادة تطوير مدينة الصدر بتصاميم عالمية وتحوليها إلى "أجمل مدينة عراقية".
يقول أحد ساكني مدينة الصدر تعليقاً على هذا الموضوع، "بناها التحتية متهالكة، وشبابها عاطلون عن العمل، ومؤسساتها الصحية والتربوية ينخرها الفساد، والفقر يطغي عليها، وستبقى هكذا، لذا لا تحدثني عن أية مشاريع أعمار للمدينة على غرار ما يحدث في الانبار، فهذه محاولات من قبل التيارات السياسية لرفع الحرج عنها مما تشهده المناطق الغربية من حملات اعمار ضخمة".
وفي الخامس من شهر يونيو الجاري، وخلال ترأسه اجتماعا للجنة الامر الديواني (57) لمناقشة إعادة إعمار مدينة الصدر شرقي بغداد، شدد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، على ضرورة "تنفيذ مشروع إعمار مدينة الصدر بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة بتصاميم وخطط تنتشل أهلها من الواقع الذي يعيشوه".
ويضيف "لن يحركوا طابوقة واحدة، وهم يريدون شراء اصواتها بالاحتيال".
وفي السادس من حزيران، أكد أمين بغداد علاء معن، وجود توجه حكومي نحو ثلاث دول لإنشاء مشاريع استراتيجية في مدينة الصدر.
وخلال حديثه لوكالة الأنباء الرسمية، كشف معن عن "تقديم خطة متكاملة لتطوير مدينة الصدر بقطاعاتها الحالية من حيث الخدمات والسكن، وفق تصاميم عالمية".
وأكد "مدينة الصدر الجديدة، ستكون منطقة متكاملة، تقدم بها الخدمات كافة، ومنها السكن والجامعات والمدارس، وغيرها وفق ما تتطلبه البنى التحتية ومحطات تسوق لتكون مدينة حية بكل الخدمات".
يضيف سائق تكتك في مدينة الصدر "لستُ ممن يهتمون بالشأن السياسي في البلاد، فما يحدث منذ 2003 وحتى الآن كذبة كبرى تحت عناوين طائفية ومذهبية وعنصرية، لكن ما اعرفه جيداً أن عشرات المليارات من الدولارات خصصت لتأهيل مدينة الصدر منذ قرابة العقدين، لكننا لم نر سوى تزايد أعداد البوسترات والدعايات الحزبية".
ويمضي "الفاسدون نهبوا ما الاموال، وستبقى مدينة الصدر على حالها كما هي بنفس الطرق والشوارع وما الحديث الجاري بخصوص إعمارها الا دعاية انتخابية مكشوفة لصالح أحزاب تريد الحصول على رئاسة الوزراء، وهي تدرك جيداً أن قاعدتها الشعبية تبدأ من مدينة الصدر".