المحايد/ ملفات
بعد قصف الطائرات الأمريكية، لمقرات الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، بغارات جوية في وقت متأخر من يوم الأحد، خرجت معلومات إضافية وجديدة عن القصف، تضمنت أن الطائرات شاهدها عناصر حرس الحدود قبل ساعتين من عملية القصف وبلغت الجهات المعنية، إلا أن الأخيرة قالت لهم إنها "طائرات صديقة".
تقارير أمريكية تحدثت عن عملية القصف وكشفت تفاصيلها، وبيّنت كذلك نوع الطائرات المسيرة الجديدة التي تقصف مقرات القوات الامريكية، خصوصاً وأنها قادرة على حمل متفجرات تصل إلى 30 كيلوغراما من المتفجرات.
وجاءت عمليات القصف بتوجيه من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حسب المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي الذي قال إن "الضربات تأتي في أعقاب هجمات جماعات مدعومة من إيران، تستهدف المصالح الأميركية في العراق".
وآخر عملية نفذتها الفصائل، كانت ليل الجمعة الماضي، وقبل يوم من استعراض الحشد الشعبي في محافظة ديالى، بعد ما قصفت 3 طائرات مسيرة قرية براغ في أربيل، التي تبعد 3 كيلومترات فقط عن موقع القنصلية الأمريكية بمركز إقليم كردستان، مع حدوث هجومين مشابهين قرب منطقة كومسبان التابعة لأربيل.
وعقب عملية قصف أربيل، حدث الهجوم الأمريكي، وأوقع أربعة قتلى من قوات الحشد الشعبي المتواجدة في الحدود العراقية السورية، بحسب إعلام الفصائل المسلحة الذي أشار إلى أن الضحايا الأربع كانوا ضمن كتائب "سيد الشهداء".
وعن تفاصيل القصف، قال مصدر أمني كان قريباً من موقع الهجوم لـ "المحايد"، إن "عناصر من حرس الحدود العراقية رصدوا قبل ساعتين من القصف، طائرات مسيرة بمسافات غير مرتفعة كانت تصور المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا".
وأضاف، أن "عناصر حرس الحدود أرسلوا نداء بشأن الطائرات ووصلهم الرد بأنها طائرات صديقة تابعة لقوات التحالف الدولي"، مشيراً إلى أن "القصف حدث بعد ساعتين من مشاهدة هذه الطائرات".
وتابع: "عندما شاهدنا هذه الطائرات كنا نتوقع أن يكون هناك قصف بعد أيام، مثلما كان يحدث في السابق، لكننا فوجئنا بما حدث".
وكانت عدة عمليات قصف نُفذت سابقاً عندما كان ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغت الإدارة العراقية آنذاك قبل أن تنفذ القصف، وبعد عملية القصف الأخيرة، أدانتها الحكومة العراقية، ووصفتها بأنها خرق للسيادة الوطنية.
الناطق باسم القائد العام، اللواء يحيى رسول قال في بيان: "ندين الهجوم الجوي الامريكي الذي استهدف ليلة امس موقعاً على الحدود العراقية السورية وبما يمثل انتهاكا سافرا ومرفوضاً للسيادة العراقية وللأمن الوطني العراقي وفق جميع المواثيق الدولية".
رسول أشار إلى أن "العراق يجدد رفضه بأن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على اراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات"، مضيفاً: "ندعو إلى التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله، مؤكدين أن العراق سيقوم بالتحقيقات والإجراءات والاتصالات اللازمة على مختلف المستويات لمنع حصول مثل هكذا انتهاكات".
وجاء القصف الأمريكي، رداً على هجمات حدثت في العراق بطائرات من دون طيار (درون) إيرانية الصنع، ويمكنها أن تهرب من المراقبة والدفاعات الأمريكية، بحسب مسؤولين أبلغوا شبكة "سي ان ان".
الشبكة نقلت عن مسؤول عسكري أميركي قوله، إن "أحدث هذه الهجمات وقعت في وقت سابق من هذا الشهر عندما انفجرت طائرة مسيرة في مطعم يقع عند أحد مداخل مطار بغداد يستخدمه جنود ودبلوماسيون أميركيون. وفي أبريل (نيسان) الماضي، ألحقت طائرة مسيرة أضرارا بحظيرة للطائرات المسيرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية بالقرب من أربيل".
وحذر أفراد المخابرات والجيش الأميركيون لشهور من الخطر الكبير الذي تشكله على القوات الأميركية تلك الطائرات المسيرة إيرانية الصنع الجديدة والأكثر تعقيدا، فبدلا من التوجيه بواسطة طيار من موقع بعيد، تستخدم بعض من تلك المسيرات الصغيرة الثابتة الجناحين نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ما يجعل رؤيتها أكثر صعوبة بالنسبة لأنظمة المراقبة الأميركية.
وبحسب التقرير الذي أعدته الشبكة، فإن "الطائرات المسيرة الجديدة المليئة بالمتفجرات تأتي بأحجام مختلفة، ويمكنها حمل ما يصل إلى 30 كيلوغراما من المتفجرات".
ويقول مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون إن "هذه الطائرات أصغر وأقل فتكا من الطائرات بدون طيار «MQ - 9 Reaper» الأميركية الصنع، لكن الطائرات الإيرانية الصنع تمثل تهديدا فريدا".
وقال مسؤول المخابرات السابق للشبكة: "اعتدنا في الماضي على محاولة التشويش على الطائرة من خلال الرابط بينها وبين الذي يقودها للسيطرة عليها أو لإسقاطها، وهذا ما نحاول القيام به، لكن... الآن مع استخدام نظام (GPS) لا يوجد رابط، ولا يوجد شيء للتشويش، ولا يوجد شيء للسيطرة عليه".
وعلى عكس الصاروخ، الذي ينطلق من الهدف القريب، يمكن للطائرات بدون طيار أن تطير إلى مدى أبعد بكثير ويمكن إطلاقها من أي مكان. يمكن يطاق البعض منها من مؤخرة شاحنة صغيرة، وفقاً لمصادر مطلعة على التكنولوجيا.
وقال الجنرال فرانك ماكنزي، أعلى جنرال أميركي في الشرق الأوسط، إن "الطائرات بدون طيار هي أكبر تهديد للقوات الأميركية في المنطقة".