المحايد- بغداد
منذ مساء اليوم السبت، والمناشدات تتوالى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الكشف عن مصير علي المكدام (21 عاماً)، بعد أنباء عن اختفائه بشكل مفاجئ وبطريقة مجهولة حتى على مقربيه.
وتصدر وسم #علي_المكدام_وين تغريدات العراقيين، وأعربوا عن قلقهم وسخطهم باللغتين العربية والإنجليزية، ومطالبين الحكومة ممثلة برئيسها مصطفى الكاظمي، بالكشف عن مصير المكدام.
وقال بعض أصدقائه إن آخر اتصال به كان حوالي الساعة الخامسة من مساء الجمعة، ليتعذّر به الاتصال لاحقاً، كما تم إغلاق حسابيه في فيسوك وتويتر.
وأضافوا أن آخر مكان شوهد به، كان مقهى "بن رضا علوان" الشهير في حيّ الكرادة وسط العاصمة بغداد.
ويرجّح عدد من النشطاء والإعلاميين العراقيين أن يكون المكدام "مختطفاً"، ذلك أنه تعرض مراراً لتهديدات ومضايقات من جهات مجهولة، نسبها البعض لجماعات مسلحة مدعومة من إيران.
ويخشى الكثير من العراقيين، الذين شاركوا آراءهم عبر هاشتاغ #علي_المكدام_وين في تويتر، أن يلاقي المكدام نفس مصير المحامي علي جاسب والناشط سجاد العراقي، الأول مفقود منذ أكتوبر 2019، والثاني منذ سبتمبر 2020.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام محلية أن وزارة الداخلية العراقية أكدت متابعتها "قضية اختفاء الناشط علي المكدام وأنه تم تحريره"، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.
وعرف المكدام بنشاطه خلال "انتفاضة تشرين" التي اندلعت في أكتوبر 2019، واستمرت لشهور قبل أن تهدأ نسبياً بسبب جائحة كوفيد-19.
وقام المكدام بتوثيق عمليات قمع المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل الدخانية والمسيلة للدموع، لنقلها إلى العالم الخارجي، خصوصاً أن النشر كان محدوداً جداً، حتى عبر الفضائيات المحلية والعربية، فكانت مواقع التواصل نافذة العراقيين للعالم لنقل صوت الاحتجاج.
ومثل عشرات النشطاء والإعلاميين والحقوقيين الذين شاركوا أو أيدوا مطالب الاحتجاجات، ظل المكدام صوتاً لهذه المطالب عبر مواقع التواصل وفي مقابلاته الإعلامية، ينتقد اختطاف واغتيال النشطاء، وتأخر نتائج التحقيق في قتل المتظاهرين، ودور المليشيات العراقية المدعومة من إيران في هذه المسألة.
وفي لقاء سابق، قال المكدام "شاركت في الانتفاضة منذ انطلاقتها، واليوم في إسطنبول (تركيا)، لماذا؟ لأنني مثلي مثل عشرات النشطاء، الذين تعرضوا للتهديد بالقتل والاختطاف، وبعضهم ترك مدنهم وعوائلهم وأطفالهم، وللأسف لغاية الآن، لا أحد يحميهم".