المحايد/ ملفات
ما زالت العاصمة بغداد، تمثل مركز الصراع الدائر بين حكومتي طهران وواشنطن، سواء على الصعد الدبلوماسية، أم التصعيد العسكري الذي تشهده بغداد، بين الفصائل المدعومة من إيران، والقوات الأمريكية التي ترد على عمليات القصف.
وتشهد الفترة الأخيرة تصعيداً مستمراً، وعمليات قصف متكررة لعناصر الفصائل المسلحة التي جاءت رداً على عملية قصف القوات الأمريكية لمقر الحشد الشعبي على الحدود العراقية، وأدت لمقتل أربعة عناصر من كتائب سيد الشهداء، حين قالت القوات الأمريكية إن عمليتها جاءت رداً على استهداف قواتها في مطار أربيل.
أما اليوم، فقد انطلقت المباحثات الدبلوماسية على أرض بغداد، بعد ما التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، تزامناً مع لقاء بين مسؤولي اجهزة المخابرات العراقية والإيرانية، بحسب بيانات رسمية.
وتأتي هذه الزيارات المتتالية لمسؤولي طهران وواشنطن وسط أوضاع في غاية التوتر في العراق الواقع وسط أزمة بين حليفه الأمريكي وجارته إيران اللذين يخوضان مواجهة بالوكالة على أراضيه.
وتحدث الكاظمي وماكغورك عن “الانسحاب المستقبلي للقوات المقاتلة من العراق” و”المرحلة الجديدة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين”، بحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء.
ويجري العراق محادثات مع الولايات المتحدة لوضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي التي انتشرت لمحاربة تنظيم “الدولة” في عام 2014.
وما زال نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقية، من بينهم 2500 أمريكي ، لكن تنفيذ انسحابهم قد يستغرق سنوات.
ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقي واشنطن نهاية الشهر الجاري لبحث الأمر.
وفي الوقت نفسه يجري وزير المخابرات الإيراني محمود علوي زيارة الى العراق التقى خلالها رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي عبد الغني الأسدي في بغداد.
وأكد المسؤول الإيراني دعم بلاده لـ “الأمن والاستقرار في العراق” ، بحسب بيان للأمن القومي.
وينخرط الخصمان الأمريكي والايراني في مفاوضات صعبة للغاية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني ، فيما التوترات بينهما تتصاعد في العراق وسوريا.
ويذكر أن خمسين هجوما صاروخيا أو بطائرات مسيرة ضد المصالح الأمريكية نفذ منذ بداية العام في العراق.
ولم تتبن اي جهة مسؤولية الهجمات التي تستهدف السفارة الأمريكية والقواعد الأمريكية في العراق لكن واشنطن تنسبها إلى قوات الحشد الشعبي وهو تحالف من فصائل شيعية موالية لايران ومندمج في الدولة.
وتحاول الحكومة العراقية برئاسة رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بناء علاقات مع جميع دول العالم تتسم بالتوازن، وفقاً لما تعلنه الحكومة مرات عديدة، إلا أن الهجمات ضد المصالح الأمريكية، تضعها بموقف وصفه مراقبون للشأن بـ "الضعيف"، لأنها لا تريد أن تدخل في مواجهة مباشرة مع الفصائل المسلحة، التي تدعمها إيران بالسلاح والأموال.
وعن زيارة الوزير الإيراني لبغداد، يبين مصدر مقرّب من الحكومة أن "علوي سيحث الفصائل المسلحة على عدم استهداف المصالح الأمريكية، كيلا ترد الأخيرة بقواتها على مواقع الفصائل المسلحة، والمصالح الإيرانية، خصوصاً وأنها قد أعلنت صراحةً بأنها سترد على أي هجوم يطال أفرادها داخل العراق وسوريا".
وأشار إلى أن "الفصائل المسلحة أصبحت بحالة انشقاق بعد مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وتحاول طهران السيطرة عليها من خلال وزير الاستخبارات الإيراني، الذي تخشاه قادة الفصائل، لأنه مقرب من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الذي يقود محور المقاومة في المنطقة".