المحايد/ ملفات
عاد ما يسمى بزعيم جبهة الإنقاذ والتنمية، أسامة النجيفي، الذي تقلد في أوقات سابقة، منصب نائب رئيس الجمهورية العراقية بين عامي 2014 و2015، ورئيس مجلس النواب العراقي بين 2010 و2014، لخوض الانتخابات النيابية.
ووفقاً لبعض المصادر، فإن النجيفي لم يسعَ لشيء، سوى حماية المصالح التركية داخل الأراضي العراقية، رغم شنّها ضربات جوية مختلفة، أودت بحيا عشرات المدنيين والعسكريين من الجانب العراقي، إلا أن النجيفي حاول إقناع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والجهات السياسية بعدم اتخاذ موقف ضد أنقرة، لأنها تلاحق حزب العمال الكردستاني، رغم دخول القوات التركية بأعماق الأراضي العراقية.
وينحدر النجيفي من أصول حزبية إخوانية ويرتبط مع حزب العدالة والتنمية التركي بمصالح اقتصادية مترسّخة، وسبق له أن ترشح على قوائم الحزب الإسلامي، جناح حركة الإخوان المسلمين في العراق، لشغل منصب وزير الصناعة عام 2005.
ويقول مراقبون محليون من مدينة الموصل التي ينحدر منها زعيم ما يعرف بـ”جبهة الإنقاذ”، إن النجيفي يعد بمثابة الحارس الأمين للمصالح التركية في محافظة نينوى العراقية، التي تعتبرها أنقرة حتى اليوم منطقة تركية تريد استعادتها يوما ما.
وتقول المصادر إن النجيفي يتحرك في أوساط شيعية وكردية لحشد الضغوط على الكاظمي كي يتغاضى عن التصعيد التركي ضد العراق.
وعُرف النجيفي بمواقفه المتناقضة مع كلامه، لأنه كان قد قال في وقت سابق عقب تأسيس "متحدون للإصلاح" في ٢٠١٣، الذي وصفه بعض السياسيين بأن الحزب "متحدون للفساد"، إن "الحزب الجديد لا يملك أي جناح عسكري له !، ولا نرفض أن يكون للأحزاب أجنحة عسكرية !!"، رغم أن شقيقة اثيل النجيفي كان يرأس آنذاك فصيلا مسلحا اسمه حرس نينوى وكان جالساً الى جواره، ليشير النجيفي عقب زلّة لسانه قائلاً: "بالنسبة لقوات حرس نينوى فهذه القوات قانونية !".
وحاول النجيفي مغازلة تركيا في مؤتمر حزبه السابق، قائلاً: "بعد التحرير سيتم احترام إرادة سكان نينوى لا نقبل بتواجد بي كا كا في نينوى وعلى عناصرها الخروج من أرض العراق"، وهو كلام محمود لو كان بتجرد ومن دون وصفة عثمانية، وتارة أخرى مغازلا تميما وامراء الدوحة في مهاجمة الحشد ليعلن ان "مرحلة ما بعد تحرير نينوى معقدة تحتاج الى تفاهمات وكبح الميليشيات!".
وكان أسامة النجيفي، وأخوه اثيل، جزءاً كبيراً من سبب سقوط الموصل، بسبب تأليب الوضع والأهالي ضد الجيش العراقي والحكومة، التي أيضاً اشتركت بأخطائها بهذا الانهيار الأمني، لكنّ هذا لم يكن سبباً لوحده، لأن سياسيي الأزمة، الذين يعتاشون على الحرب الطائفية، أيضاً كانوا من أصحاب الدور الأكبر بهذا الانهيار.
وكان النجيفي قد قال في حزيران 2013 ان "مشروع متحدون للإصلاح في الموصل هو مشروع نهضة"، لكن بعد ذلك، مرّت عربات داعش الإرهابية، واجتاحت مدينة الموصل وسلبت الحياة فيها، لتزداد مخاوف ساكني المناطق المحررة، من أن فوز النجيفي ورفاق حزبه بالانتخابات، قد يسبب مأساة إضافية لهم، لأنهم لم يقدموا الخدمات لها طيلة تواجدهم بمناصبهم.
وقال النجيفي سابقاً أيضاً، إن "إنجازات نينوى بفضلنا كان الأولى على مستوى العراق"، ولكن مراجعة لديوان الرقابة المالية والأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة المالية يوم كان يديرها الشريك رافع العيساوي تخبرك بان نينوى كانت الأخيرة بنسبة انجاز لم تتجاوز 4.6 % .
وينتمي اسامة النجيفي الى عائلة موصلية مشهورة على المستويين السياسي والاجتماعي بالاضافة الى عالم المال والاقتصاد، لكن صلته الحميمة بالأتراك لم تمنعه من التخصص في تربية الخيول العربية الاصلية.
الارث طويل لهذه العائلة منذ الفترة العثمانية كان جده محمد النجيفي الخالدي عضوا في مجلس النواب العراقي في العهد الملكي, كما ان والده عبد العزيز النجيفي عضو مخضرم في البرلمان العراقي في العهد الملكي ، لكن هذا الإرث مزقه الأبناء الثلاثة فلم يمنع خصوم النجيفي من محاولة الطعن بتوجهاته السياسية الداخلية والاقليمية حد التذكير بمطالبة جد النجيفي باجراء استفتاء دولي بضم الموصل الى تركيا وكأنها جينات وراثية.
وتسنّم النجيفي عدة مناصب، فقد عمل بوصفه مهندساً في مديرية توزيع كهرباء نينوى، ثمّ مدير كهرباء تلعفر لـ 4 سنوات، ثمّ "مهندس أقدم" في التشغيل والسيطرة في مديرية توزيع كرهباء الموصل، ثم رئيس مهندسين، ثمّ رئيس مهندسين تخطيط كهرباء مديرية توزيع الموصل.
فيما بعد، ترك النجيفي الوظيفة الحكومية، ثمّ أسس شركة الأصالة للإنتاج الزراعي عام 1998 في منطقة النمرود في الموصل، وأيضاً عضو مجلس إدارة في شركة المعمورة للاستثمارات العقارية.
بعد عام 2003، ولأن الفوضى لا انتهاء لها، وجد النجيفي ثغرةً فدخل الى الجو السياسيّ الخالي من الضوابط، فعُين في عام 2005 وزيرا للصناعة والمعادن في حكومة الجعفري، وقتها، وحتى الآن، صارت الوزارة أثراً بعد عين، خصوصاً بعد تكسيرها وجعل صناعاتها لا شيء بمقابل البضائع المستوردة، التركية منها خصوصاً، فذلك العام هو الذي شهد الانفتاح التجاري العملاق لتركيا، في مقابل توقف المصانع الخاصة بالجلود والبطاريات والإطارات والملابس وما سواها.
ويرى أسامة النجيفي أن افضل حل للموصل هو تمسكها بتراثها الدينة فيريد ان يعلن المدينة امارة إسلامية مجترا خطابا سلفيا وكأن وجه العملة الاخر من زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ومحمد تاجر الخيول والمراهن في حلبات الريسز.
الشيوعي الذي تحول الى العلمانية العلمية، وانشغل بالمال والصفقات واثيل البعثي ذي التوجهات القومية ولان لا ثبات في السياسية فان القومجي اثيل يلوذ اليوم عند الاكراد لاستعادة المدينة بعد خرابها
ولان اجتياز الموانع لتحقيق المآرب صفة ملازمة لادائه عقد صفقة هو وأخيه اثيل مع البارزاني تنازل فيها عن 10 كيلومترات مربعة من أراضي الموصل تتضمن منطقتي القوش وشيخان لصالح إقليم كردستان، وسرعان ما فاحت رائحة الصفقة نفطا وعقودا مع ممثلي شركة أكسون موبيل
ويبدو ان فتح حنفية النفط بين الاكراد وتركيا خفف من كلامه عن ال بارزاني، واعاده تحت قفطان السلطان العثماني
بعد وزارة الصناعة صنع النجيفي طريقا لبقائه في دائرة الضوء عنوانه ادفع تقبض، فبات اكبر مشتر للاصوات ومزور للانتخابات، وما كشفته النائبة ماجدة التميمي خلال جلسة استجوب المفوضية ييبين من السياسي الذي يمتلك قدرة تمكين اتراك وسوريين من المشاركة في الانتخابات لقلب نتائجها في الموصل ، انتخِب النجيفي عضوا في مجلس النواب عن محافظة الموصل 2006 ضمن "القائمة العراقية"، وفي 2009 انتخب أمينا عاما لتجمع "عراقيون" الوطني الذي يضم كتلا سياسية وأحزابا وشخصيات، فيما اختير النجيفي، كجزء من المحاصصة السياسية، رئيسا لمجلس النواب العراقي (البرلمان) للدورة الانتخابية الثانية في 11 تشرين الثاني 2010، بعد ان لبس عباءة الاخوانجي ، فالمعادلة تقول ان رئيس الوزراء ورئيس البرلمان يجب ان يكونا أبناء سيد قطب بنسختين شيعية وسنية فحصل على 227 صوتا من أصل 295 صوتا.
وساهم النجيفي أيضاً بإدارة فاشلة لمجلس النواب العراقي، كانت ضمن أسلوب التستر على الفاسدين، وإدامة لذلك الشلل الذي أصاب المجلس من قبل النواب، ومن إدارته، فضلاً عن تحيّزه بإدارة الجلسة بشكلٍ طائفي.
ويمثل النجيفي، نقطة توتر عالية، السياسي الذي لا يبتسم، الذي يفتخر بأنه ينحدر من عائلة اقطاعية، ويلعبُ بشكلٍ واضح بمشاعر الناس، ولعلكم تذكرون دعايته الانتخابية في "متحدون" التي ساعة تكون للإصلاح وساعة للعراق حين يكون لا مفر له الا بالعودة اليه لما عرف الشيفرة الامريكية التي جاءت بلسان دونالد ترامب، ذلك الائتلاف الذي لم ينتبه يوماً لجمهوره من السنّة، حتى تشرّدوا وصاروا نازحين وضحايا إرهاب وإرهابيين.
ويحاول النجيفي سرقة أصوات الناخبين بالعملية الانتخابية المرتقبة، دون الالتفات لمشاكل أهالي المناطق المحررة، وتحقيق مطالبهم التي أصبحت امنية، وهي حق من حقوقهم.