المحايد/ محليات
يُحيي العالم في الثامن والعشرين من يوليو كل عام، الموافق الأربعاء، اليوم العالمي لالتهاب الكبد، لإذكاء الوعي بالتهاب الكبد الفيروسي بوصفه تهديداً للصحة العامة.
وركزت الأمم المتحدة في العام الحالي 2021 على تحسين التشخيص والعلاج من أجل تحقيق ذلك، تحت شعار "التهاب الكبد لا يقبل الانتظار"، داعيةً الحكومات إلى القيام بحملات لفحص المزيد من الأشخاص وعلاجهم.
وحسب الأمم المتحدة فإن مرض التهاب الكبد، تسبب في ظل أزمة كوفيد-19 الحالية، بوفاة شخص كل 30 ثانية.
يأتي هذا في وقت تتزايد أعداد المصابين بمرض التهاب الكبد الفيروسي داخل العراق، نتيجة انتشار مراكز التجميل والوشم والحجامة وعيادات المضمدين غير المجازين رسمياً من قبل الدوائر الصحية، وكذلك الاختلاط الحاصل بين الناس في الزيارات والأعياد والمناسبات الدينية.
يقول الدكتور ماجد الركابي، الذي يدير مركزاً للتحليلات المختبرية إن "التهاب الكبد الفيروسي من الأمراض المتوطنة في البلاد، ومشكلة ارتفاع أعداد المصابين به، مرتبطة عادة بقلة وعي الناس حول كيفية انتقاله، وكذلك إهمال الجهات الحكومية الصحية".
وأثرت ظاهرة الزواج خارج المحكمة أيضا على تزايد أعداد الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، نتيجة إهمال المقبلين على الزواج إجراء الفحوصات اللازمة التي تشترط المحاكم المدنية إجراءها قبل عقد الزواج.
ويضيف الركابي أن "معظم الناس لا يأبهون بذلك، ويستهينون بخطورة الأمراض وتناقلها، ولا يلتزمون بتدابير الوقاية والعلاج، ما أسهم بشكل كبير في تزايد الإصابات بالأمراض الانتقالية".
وزاد فيروس كورونا الإصابات التهاب الكبد الفيروسي أو انتقاله لاحقا، من خلال إهمال الفحوصات التي تجريها الأمهات الحوامل وخاصة في المناطق والمدن التي تعرضت لمعارك استعادتها من سيطرة داعش الإرهابي.
ويشير الركابي إلى أن الأمر لا يتوقف عند المدن التي تعرضت لمعارك ونزوح "فالكثير من الأمهات الحوامل في أنحاء مختلفة من البلاد، عكفن عن مراجعة المراكز الطبية والمستشفيات الحكومية لتناول جرعات اللقاحات المفروضة خلال فترة الحمل خشية انتقال عدوى كورونا".
وكانت حالات الإصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي للأنواع (A، B، C، D، E) سريري، بلغت 34,879 إصابة في أخر مؤشرات الإحصاءات البيئية للعراق (المؤشرات الصحية) عام 2019، حسب وزارة التخطيط والإنماء.
وتقول وزارة الصحة والبيئة العراقية، إن "معدلات زيادة أعداد المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي لا تعني أنها ظاهرة منتشرة"، لأن الأرقام المسجلة من المصابين "لم تخرج عن المعدل الطبيعي".
"الفساد الحكومي"
في ظل غياب إحصائيات كافية ومؤكدة عن المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي، يرى الناشط الحقوقي محسن ريسان، أن "الفساد الحكومي، هو السبب الأساسي لتدني معدلات الصحة العامة وتزايد الإصابات بالأمراض الانتقالية".
ويقول إن "ظاهرة الرشوة في المؤسسات الصحية فسحت المجال لممارسة الكثير من المهن التي بحاجة لرخص وشروط بشكل رسمي. منها عيادات التضميد ومراكز التجميل (التاتو والوشم) وكذلك الطب الشعبي (الحجامة)".
ويوضح ريسان"وفق المعطيات فإن هذه العيادات والمراكز تلجأ لاستخدام أنواع "رديئة" من الحقن أو تعيد حقنها في أكثر من زبون لكسب المال، بالتالي تسهم في تفشي الأمراض الانتقالية، منها التهاب الكبد الفيروسي".
"هنا سيكون من الضروري تقديم الرشاوى لفرق الرقابة الصحية لاستمرارية عملهم"، يتابع ريسان.
ويؤكد أن "الأمر الأهم هو الفساد المالي والإداري الذي تسبب في نقص الأدوية والأجهزة الطبية الحديثة التي تستخدم في الكشف عن الفيروس داخل المراكز والمستشفيات الحكومية، ما دفع الكثير من المصابين بالتخلي عن فكرة العلاج في المستشفيات والمراكز الطبية الأهلية حيث تتوفر فيها الأدوية اللازمة، لعدم قدرتهم على توفير المبالغ المالية الكافية".
تطعيم الأمهات الحوامل
وكان تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية، كشف أن جائحة كوفيد-19 تسببت بزيادة صعوبة تقديم الخدمات الصحية الأساسية، منها التطعيم والتشخيص والرعاية.
وشهد عام 2020 إصابة 570 ألف شخص بالتهاب الكبد الفيروسي، و30 مليون شخص بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن، ووفاة 65 ألف شخص بهذا المرض في إقليم شرق المتوسط.
وتوجد لقاحات مضادة "لالتهاب الكبد الوبائي B " عند الولادة، من خلال تطعيم الأمهات الحوامل بهدف وقاية انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، ولكن نطاقه لا يزال ضيقاً.
ويرجع ذلك إلى أنه لا يتم التعرف على العدوى بالفيروس في كل الحالات، حيث تم تشخيص 9% فقط من حالات فيروس بي و20% من حالات فيروس ( C ) عام 2015.