المحايد/ ملفات
مر التاريخ السياسي لمشعان الجبوري، بـ"رحلة متقلبة" بدأت في زمن النظام السابق، وما أعقبها من دعم لتنظيم القاعدة عن طريق محطته الفضائية وليس انتهاءً بتملقه للفصائل العراقية.
ولد مشعان الجبوري في الشرقاط جنوب الموصل، لعائلة تنتمي إلى آل جبور.
الجبوري فر من العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية، واستقر في سوريا معارضا للرئيس صدام حسين.
وعاد مجددا إلى العراق بعد الغزو الأميركي، ليعين حاكما للموصل لفترة وجيزة.
ولجأ الجبوري مجددا إلى سوريا بعد اتهامه بالتعاون مع "مجموعات معادية للدولة العراقية"؛ فأنشأ فيها قناة "الرأي" التي قيل إنها تدعممعمر القذافي.
غير أن السلطات السورية قامت بإغلاق القناة فعاد مجددا إلى العراق بعد أن تم العفو عنه، وبعدها قام بفتح قناة "الشعب".
وباستعراض تجاربه مع الإعلام، تثار شكوك حول هوسه بالشهرة والسلطة بكل الطرق.
فهو مثلا دخل العراق مع الجيش الأميركي ثم بدأ بالتحريض على قتالهم عن طريق قناة "الزوراء"، ثم عبر "الرأي" التي كانت ضد السياسةالعراقية ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وذلك حتى يستميل السنة، ثم عبر قناة "الشعب" المؤيدة لكل خطوات المالكي ليفوز بحبالشيعة.
وقامت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باستبعاده من الترشح للانتخابات النيابية عام 2014، عازية ذلك إلى "إساءته للكرد".
وتمت إعادته للانتخابات بقرار قضائي آخر ولكنه لم يحصل على مقعد نيابي، لأنه حل بالمركز الثالث بعد أحمد الجبوري وبدر الفحل، غير أنهبعدها بأشهر تمكن من الحصول على مقعد في مجلس النواب بسبب دخول النائب أحمد الجبوري إلى الحكومة كوزير، وأدى مشعان اليمينكنائب بديل في أيلول/ سبتمبر عام 2014.
وكان الجبوري يعتبر من الموالين للأكراد قبل احتلال العراق، وكان يمارس أعماله السياسية في كردستان، لكنه الآن لا يريد وجود " الكرد" ضمن العراق الموحد، لأنه يعتقد أن "الكرد" هم السبب في تقسيم البلد، ويعتقد أن "العراق سيرتاح عندما تصبح كردستان دولة وتنفصل منالعراق".
ويشدد على أن "الدستور العراقي كتب بإرادة أمريكية وكردية وهو السبب في تقسيم العراق إلى أكراد وعرب، الا انه الآن أصبح قريباً جداًمن الزعامات الكردية وخصوصا مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وضمن قائمة التهم لـ"الكرد" يقول إن فكرة إلغاء الجيش العراقي هي فكرة كردية أيضا، وبالأخص جلال الطالباني، ويتابع ضمن اندفاعهضد حلفاء الأمس: "الكرد لهم دور رئيس في قانون اجتثاث البعث، وتأسيس محكمة جنايات عليا، وإدراج الفيدرالية في الدستور. كل هذهالأمور سبب في تقسيم العراق، وإشعال الفتنة في البلد، الكرد أوصلوا العراق إلى ما هو أكثر من الكونفدرالية"، بحسب قوله.
والواقع أن هذه التهم تعطي أكراد العراق حجما أكبر منهم وتبرئ ساحة القوى السياسية الموالية لإيران التي لعبت دورا خطيرا في تمزيقوإضعاف العراق. فالأكراد، مثل باقي مكونات الشعب العراقي، لديهم نقاط ضعف تكمن في النزاعات الداخلية بينهم، ووجود ثروة كبيرة، كماأن الموقع الجغرافي لكردستان يشكل مقتلا لهم لأنه لا يوجد أي منفذ بحري يربط بينهم وبين العالم الخارجي.. وسبق أن ألغى مجلس النوابعضويته من كتلة "متحدون" السنية، على خلفية اتهامه بتزوير شهادة دراسية تسمح له بالترشح لعضوية المجلس، وقرر المجلس استعادةجميع المستحقات المالية التي حصل عليها الجبوري خلال الفترة الماضية.
ورغم صحة القرار، وفقا لآراء قانونية ووفقا لقانون البرلمان، فإنه يتطلب أن يتم عبر التصويت من قبل ثلثي أعضاء مجلس النواب، بينما لميصل عدد الحاضرين في جلسة التصويت إلى هذا النصاب.
وفي المقابل، فقد احتج الجبوري على إنهاء عضويته في البرلمان، وعرض وثائق تثبت صحة شهادته الجامعية.
وقال الجبوري: "لقد كسب أبو الهوايش (سليم الجبوري) وسراق أموال النازحين والفاسدين ودواعش السياسة معركتهم اليوم، واستعجلالرئيس سليم الجبوري الإعلان أمام البرلمان ودون تصويت إنهاء عضويتي في البرلمان"، معلنًا انسحابه من البرلمان.
وجاء قرار مجلس النواب بطلب من مفوضية الانتخابات التي أكدت عدم صحة شهادة الجبوري الدراسية التي ادعى الحصول عليها خلال تواجده في سوريا.
وسبق أن تعرض الجبوري إلى اتهامات في أوقات سابقة، بينها "الإرهاب" و"اختلاس أموال الدولة" لم تصدر فيها أحكام نهائية.