المحايد/ ملفات
ما زالت الأفكار المتطرفة والطائفية تُسيطر على مصطفى عياش الكبيسي، الذي حاول عيش دور السياسي المدني، مما تقوده أفكاره إلى ابتكار خطط تؤدي دائماً إلى زعزعة استقرار محافظة الأنبار التي عانت كثيراً من الإرهاب وهُجر أهلها ودُمرِت بناها التحتية، إلا أنها عادت من جديد ونهضت بحملة عمرانية.
وتنقل مصطفى عياش الكبيسي بين المجاميع الإرهابية فداحة تطرفه، ونبذه لكل فكرة تدعو إلى الاعتدال واتباع السلميّة مبدئاً لتحقيق الأهداف، فبعد انخراطه في هيئة علماء المسلمين بقيادة حارث الضاري، وحمل السلاح مع المجاميع المسلحة التابعة للهيئة والتي روّعت السكان مثل جيش عمر والنقشبندية وغيرها، لم يكتف الكبيسي بذلك، فانضم إلى تنظيم "القاعدة".
وكان شقيق مصطفى، محمد عياش الكبيسي مناصراً له، وداعماً لتحركاته التي تناصر الإرهابيين، وموجهاً إياه في كيفية تسلّق المناصب داخل هذه المجموعات.
ومع هذه التفاصطل، يروي أحّد جيران الكبيسي في مدينة الفلوجة أن "مصطفى كان متطرفاً داخل الفلوجة أكثر حتّى من مقاتلي التنظيم الأجانب.. وكان يوجّه عناصر التنظيم إلى الجيران الذين يناهضون التنظيم"، مشيراً إلى أن "الكثير من الأهالي اختفوا على يد القاعدة نتيجة لوشايات مصطفى".
وبسبب وشايته وولائه المطلق للقاعدة، تردد اسم مصطفى عياش الكبيسي لدى قيادات "القاعدة" حتّى اختير ليصبح صلة وصل بين التنظيم والممولّين له من رجال أعمال عرب، وخاصّة من دول الخليج.
وبعد هذه المهمة، صار الكبيسي يعقد لقاءات في العاصمة الأردنية عمّان، وينسّق لنقل الأموال للقاعدة في العراق لأجل تنفيذ العمليات الإرهابية داخل أراضيه.
وارتبط مصطفى عياش الكبيسي برجل الأعمال العراقي خميس الخنجر، الداعم هو الآخر والممول للتنظيمات المتطرّفة في العراق، وفق ما تحدثت إحدى الروايات عن أن مصطفى عياش التقى الخنجر مصادفة أثناء اجتماع جمع رجال أعمال خليجيين ممولين للتنظيمات المتطرفة في العراق، وتعرفا إلى بعضهما هناك وما يزالا يعملان إلى اليوم سويّاً، لكن رواية أخرى تتحدّث عن أن مصطفى عياش كان يقوم بدور ناقل الأموال التي يجمعها الخنجر للقاعدة، وهكذا توطدت علاقتهما.
ووجد مصطفى عياش الكبسيسي تحت جناح خميس الخنجر، مساحة أوسع لتنفيذ الأفكار المتطرّفة التي يتبانها مع شقيقه محمّد، وفي الأعوام بين ٢٠١٢ و٢٠١٤ ستؤدي شراكة الخنجر ومصطفى عياش الكبيسي إلى واحدة من أكبر المآسي في تاريخ سنّة العراق. فالخنجر الذي يستثمر بالدمار، وجد بغضب أهالي المناطق السنية من حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي فرصة للتجييش الطائفي وجمع المجموعات المتطرفة تحت خيمة واحدة، بينما وجدها مصطفى عياش فرصة جديدة لانطلاق الحرب الأهلية، التي يؤمن بها هو وشقيقه محمّد كأفضل حل لسنّة العراق.
وأخذت شراكة الخنجر ومصطفى عياش تتوطّد أكثر بدءاً من عام ٢٠١٤، وبعدما دعما داعش علناً، ظهرا مرة ثانية علناً يدافعان عن السنّة والنازحين.. لكن هذه الدافع أخفى الكثير.
وتُظهر تحقيقات هيئة النزاهة أن خميس الخنجر اختلس أموالاً طائلة عبر المؤسسات التي أقامها لدعم النازحين والتي أدار عدداً منها مصطفى عياش الكبيسي.
والقضايا الأساسية في هذه التحقيقات، هي أن مؤسسات الخنجر زوّرت فواتير لشراء خيام وأغطية وطعام للنازحين، بينما في الحقيقة كانت كل هذه الفواتير وهميّة، وأن مؤسسات الخناجر لم تقدم شيئاً يُذكر للنازحين، ولم تجد في هذه الفئة المستضعفة إلا باباً للتربّح.