داخل الاوساط السياسية ومع قرب موعد الانتخابات المؤمل اجراؤها في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل، يدور الحديث عن شخصية جديدة يحاول رئيس تحالف "عزم" خميس الخنجر الزج بها لإدارة جزء من "الصفقات" الداخلية والخارجية، وبتواطؤ مع العديد من الشخصيات البارزة داخل البلاد من أعضاء التحالف نفسه.
من هو مصطفى عياش؟
أخبرنا مصدر سياسي مطلع، أن من يدير صفقات الخنجر السياسية و"السرية" منها، داخل العراق وخارجه، هو "شخص من مواليد مدينة الفلوجة سنة 1978 واسمه (مصطفى عياش الكبيسي)، واتجه بتأثير من مجاميع كانت تراعاه في شبابه إلى التخصص بالعلوم الاسلامية". وحصل عياش على شهادة الماجستير عام 2005م من كلية العلوم الاسلامية في جامعة بغداد، كما حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن في عام 2014. ونتيجة لوجود اجندات يعمل لها منذ شبابه، سلك الكبيسي سلوكاً طائفياً متطرفاً، يحاول من خلاله قمع وتجريم كل من لا يسير على نهجه.
تقول المصادر المطلعة على حياة عائلة عياش، أنه "وبالعودة إلى تاريخه العملي، غير الاكاديمي، فأن مصطفى عياش، ونتيجة انتمائه لحلقة دينية متطرفة تدعم من قبل جهات خارجية، فقد انضم مصطفى عياش إلى تنظيم القاعدة الإرهابي في بداية شبابه، وواصل العمل معهم رفقة أخيه محمد عياش".
وتضيف "وبعد وصول مصطفى عياش إلى مناصب جديدة داخل التنظيم الإرهابي وتصاعد أهميته، ونظراً لوجود حلقة بين التنظيمات الإرهابية ورجال الأعمال المشبوهين والداعمين للفكر الإرهابي المتطرف، تعرف الأخوين عياش رجل الأعمال خميس الخنجر (زعيم تحالف عزم الحالي)، ومن هنا بدأت العلاقة بين الأخوين عياش والخنجر".
التمويل يفتح على مصراعيه
وتبين المصادر، انه "وبعد العلاقة الوطيدة بين مصطفى عياش الكبيسي والخنجر، بدأ الاخرين بفتح مصادر التمويل لهم بشكل كبير، وبدأت العمليات الإرهابية التي يديرها عياش واخيه وبقية المجموعة التي منحهم الخنجر امولاً طائلة، مقابل ذلك كانت العمليات الإرهابية التي تنفذها مجموعة عياش توثق ويتم تصويرها وترسل إلى الخنجر مباشرة عن طريق (اقراص ليزرية)، وكلما زادت حدة العمليات الإرهابية، زاد عطاء الخنجر لهم".
"وبعد تطور العلاقة بشكل كبير بين الخنجر ومحمد عياش، اختاره الخنجر، ليكون مسؤولاً عن ادارة عمليات زعيم تحالف زعم الحالي، وتمويلها، حينها ساهم عياش بشكل كبير في ادارة الحرب النفسية التي مورست ضد أهالي المحافظات السنية، واجهز عليهم نفسياً بالاشاعات والاخبار الكاذبة والإعلام المضلل، إلى حين دخول تنظيم داعش وما فعله بالرجال والنساء والأطفال في نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى، كان جزءاً من المخطط الذي نفذ بأموال خنجرية واشراف عياش ومجموعته". يتابع المصدر حديثه.
القاتل يرتدي قناع الضحية
وبعد كل الويلات والخراب الذي تعرضت له المناطق السنية، ارتدى مصطفى عياش قناع الضحية، وحول من دور المساهم بالخراب والظلم والموت إلى "منقذ"، وبأموال خميس الخنجر نفسها، حين اسس منظمات بتمويل خنجري- قطري لإغاثة النازحين، وجاء هذا التغير بعد التقارب الكبير بين النظام الإيراني والنظام القطري.
سياسي بيدين من دم ومتفجرات
ونتيجة للتفاهم المستمر، بين الأجهزة المخابراتية الايرانية والايرانية، قرر خميس الخنجر، تحويل بوصلة عياش صوب العمل السياسي، والآن هو يمارس دوراً بارزاً في عقد الصفقات "الخارجية والداخلية" بين كبار قيادات تحالف عزم وبين الاطلاعات الايرانية التي اوكل اليه الخنجر هذه المهمة، نتيجة "تاريخه الحافل بالدم والفساد والتطرف والإرهاب"
استاذ العقيدة الحالي بجامعة قطر، مصطفى عياش، يمثل حاليا حلقة الوصل والربط بين الاطلاعات الايرانية ومخططات خميس الخنجر، حيث زار عياش ووفقاً لمصادر مقربة العاصمة الإيرانية طهران 3، بعد اللقاء الذي عقده الخنجر مع وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف في بغداد.
وعن جزء من ممارسات عياش الحالية، فقد ساهم في حصول شركات ايرانية على مبالغ مالية ضخمة من رجال اعمال في اوروبا الشرقية، نتيجة التفاهمات بين الخنجر وجواد ظريف، الذي يعدان معاً مخططاً جديداً داخل العراق، بعد الانتخابات المقبلة.
كما ساهم عياش بترتيب لقاءات مباشرة، بين عناصر في المخابرات الإيرانية وتجار من اوروبا في مدينة بوخارست مؤخراً، وكانت هذه اللقاءات تبحث توفير العملة الامريكية للنظام الإيرانية بهدف توسيع نفوذه والحفاظ عليه.
من جانبها، هددت السلطات التركية بتجميد تحركاتهم، بعد ان كشفت مخططات خميس الخنجر ومصطفى عياش، وفضح أمر لقاءاتهم بالمخابرات الإيرانية ورجال الاعمال من اوروبا، وحذرت الأجهزة الأمنية في تركيا خميس الخنجر من تنامي العلاقة بين عياش والمخابرات الايرانية، ملوحة بمراجعة وضعهما القانوني داخل الأراضي التركية.