المحايد/ ملفات
يخوض العراق حرب قذرة غير تلك التي يواجه فيها الإرهاب بعدد من مناطق البلاد، تتعلق بملف الطاقة.
ويبدو أنها حرب لا هوادة فيها وخاصة ضد شبكات وخطوط إنتاج ونقل الطاقة الكهربائية، في محافظات العراق الشمالية.
وبدأ مسلسل استهداف الخطوط الناقلة وتفجير أبراج الكهرباء يتوسع وبشكل كبير، حيث تتعمد العصابات التخريبية تقطيع أوصال وارتباطات خطوط المنطقة الشمالية بهدف عزلها عن المنظومة الوطنية.
وتعرض الخط الناقل "كركوك – بيجي"، لعمل تخريبي بتفجير عبوات ناسفة مما تسبب في سقوط 7 أبراج وحدوث أضرار وتقطع في الأسلاك.
وأفادت مصادر مطلعة بأن "الهدف واضح من هذه الهجمات المتوالية على القطاع الكهربائي، وهو زعزعة صورة الحكومة في نظر الناس، وعرقلة جهودها الإصلاحية وتحميلها وزر الفشل المتراكم خاصة على صعيد الخدمات، الذي تتحمل مسؤوليته بالدرجة الأساس الأحزاب التي تناوبت الحكم وتقاسمته، فيما بينها طيلة السنوات الماضية".
من جانبه، قال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي إن أكثر من 18 عملية تخريب لأبراج الطاقة الكهربائية أحبطت وكانت تستهدف مناطق حيوية، مشيرا إلى أنهم اتخذوا إجراءات تسهم في إيقاف هذا التحدي، مؤكدا صعوبة نشر القوات العسكرية على أبراج نقل الطاقة.
وفي غضون ذلك، تعرضت منظومة نقل الطاقة الكهربائية الشمالية، في محافظات نينوى، وكركوك وصلاح الدين، خلال أسبوع واحد لعدد كبير من الأعمال التخريبية وعمليات استهداف مباشرة لأبراج نقل الطاقة الكهربائية.
وبلغ عدد الأبراج المفجرة 27 برجا، ما أدى لتوقف العديد من خطوط الإمداد والتغذية، وضعف في تجهيز واستقرار الطاقة الكهربائية للمنطقة الشمالية.
ويعاني العراق طيلة العقود المنصرمة من عجز بالغ في توفير الطاقة الكهربائية، خاصة خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث يزداد الاستهلاك والطلب عليها، لدرجة أن أوقات تزويد المواطنين بها تتقلص لساعات قليلة جدا خلال اليوم.
وبحسب الخبراء في قطاعات الطاقة، فإن العراق يحتاج أقله إلى ضعف إنتاجه الحالي البالغ أقل من 20 ألف ميغاوات من الكهرباء، لحل مشكلة نقص الطاقة الكهربائية الحاد.
ووفق تقديرات وزارة الكهرباء العراقية، فإنه يجب رفع سقف إنتاج الطاقة الكهربائية على الأقل إلى نحو 30 ألف ميغاوات، كي يتمكن العراق من تأمين الكهرباء على مدار اليوم.
أعلنت وزارة الكهرباء أن إيران خفضت تصدير الغاز الخاص بتشغيل محطات الكهرباء في البلاد، في وقت يستمر مسلسل تدمير أبراج الطاقة، واصفة عملية التدمير بـ "الممنهجة" بالتزامن مع موجة حرارة شديدة تصل إلى 50 درجة مئوية.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى إن هذا التخفيض أثر على معدلات إنتاج الكهرباء، وأدى إلى فقدان نحو 2600 ميغاوات.
من جهته، أعلن المدير التنفيذي لشركة إدارة الكهرباء الإيرانية تعليق تصدير الكهرباء للعراق، وقال إن هذا القرار يأتي لضرورة سد احتياجات بلاده داخليا.
وتطالب طهران بغداد بسداد نحو 4 مليارات دولار هي ديون مستحقة على وزارة الكهرباء العراقية الممنوعة من دفع أي مبالغ بالدولار للجانب الإيراني بسبب العقوبات الأميركية.