المحايد/ بغداد
قبيل كل انتخابات نيابية في العراق، يخرج السياسيون المرشحون للانتخابات، بتصريحات بعضها تهاجم أطرافاً، وأخرى تنطلق ترويجية عن دعاياتهم الانتخابية، وإطلاق الوعود للناخبين.
ويمتلك التيار الصدري وائتلاف دولة القانون، سجلاً حافلاً من الأزمات السياسية، استمرت طيلة السنوات التي أعقبت عام 2006، ساهمت قوى سياسية محلية ودينية إضافة إلى إيران في التهدئة بينهما، وأودت بعضها إلى نزاعات مسلحة كما حدث في العام 2008.
ومجدداً، عادت الأزمة بين ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي، والتيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، بعد توجيه المرشحة عن تحالف المالكي حنان الفتلاوي رسالة إلى زعيم التيار الصدري، قالت فيها إن "مجموعة من المحسوبين على التيار الصدري قاموا بتهديد أصحاب البنايات والمحلات الرافعين لصوري بحرق محلاتهم في حال لم يقوموا برفع الصور"، داعية الصدر إلى "ضبط هذه المجاميع".
وتابعت: "بما أن العملية الانتخابية طوعية، والتنافس فيها قائم على أساس القناعات، وكما احترمنا قرار التيار الصدري بالانسحاب ومن ثم العودة، وربما الانسحاب والعودة لاحقاً، أتمنى من الجميع احترام قناعات الناس، وهذه الممارسات تسيء للجميع".
بعد ذلك، قام مجهولون، مساء الثلاثاء، بحرق صور الدعاية الانتخابية لحنان الفتلاوي في دائرتها الانتخابية بمحافظة بابل، كما تم حرق وتشويه صور ويافطات أخرى في عدة دوائر انتخابية بالعاصمة بغداد.
ولم يعلّق التيار الصدري لغاية الآن على التهم الموجهة لأنصاره، لكن عضو البرلمان عن تحالف "سائرون"، التابع للتيار الصدري، محمود الزجراوي، اتهم، اليوم الأربعاء، أطرافاً سياسية داخلية وخارجية، لم يسمها، بالعمل على افتعال الأزمات.
وقال، في تصريح صحافي، إن "الجميع بات يدرك أن الأوضاع اليوم معقدة بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد"، لافتاً إلى أن "إجراء الانتخابات المبكرة يمثل الحل الوحيد لانتشال البلاد من أزمته السياسية والاقتصادية، موضحاً أن "العراقيين باتوا يعانون الأمرّين بسبب الركود الاقتصادي المرير بالتزامن مع تفاقم أزمة تفشي كورونا".
وبعد تصريح الفتلاوي، خرج رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، بتصريح صحفي، جاء رداً على تصريحات سابقة للقيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي حول توقعات حصول ائتلاف المالكي على عدد محدود من المقاعد النيابية، ليقول المالكي: "إذا كنا نحن كذلك، (لم أنتم مرعوبون منا)".
وأضاف المالكي أن "تقديرات الصدريين وحظوظهم انخفضت إلى الربع"، مشيرا إلى أن "النتائج لن تأتي وفق حساباتهم".
وأكد المالكي وجود "تخوف داخل كل كتلة سياسية من خيار العزوف عن المشاركة في الانتخابات المقبلة"، مضيفاً: "لن تكون هناك كتلة تأخذ الاغلبية البرلمانية وتستطيع تشكيل الحكومة بمفردها، والتحالفات هي الفيصل".
واردف قائلاً: |كل الاستطلاعات تفيد بأن المد الشعبي كله لصالح دولة القانون، وسيكون الأول".
ووفقاً للخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي، فإن "التنافس ين الجانبين يظهر أعلى في مناطق جنوب ووسط العراق وشرق بغداد، التي يعول عليها الطرفان للحصول على أكبر قدر من الأصوات".
وأضاف أن "الخلافات الحالية تعد مؤشرا على أهمية الانتخابات المقبلة لكلا الطرفين، لكن بشكل عام يعتبر تحالف المالكي (دولة القانون) أحد أبرز القوى التي شهدت تراجعاً كبيراً في شعبيتها بتلك المناطق عقب التظاهرات الشعبية"، منتقداً "عدم تدخل مفوضية الانتخابات في البت بمثل تلك الاتهامات التي تتعلق بالحملات الانتخابية".