لا ينسى أبناء المكون السني ما حلَّ بهم من دمار، بسبب الحزب الإسلامي، الذي يمثل الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين في العراق، فمعاناة السنة بقيَّت حيَّة لغاية اليوم، بسبب ما تكبّدوه من مواجع قيادات هذا الحزب.
الشخصيات المنتمية إلى الحزب، وبحسب تقارير صحفية وعالمية، فإنها متهمة بإدخال الإرهابيين إلى المناطق السنية، وتهجير سكانها، وقتل أبنائها، وجعلها لقمة سائغة في صفقات تجارية هدفها الحصول على الأموال، وتنفيذ أحكام القتل بحق السنة.
فالأنبار وحدها، لها معاناة لا تنساها تسبَّب بها هذا الحزب الإسلامي، الذي باع قضاء الفلوجة لعناصر داعش، وكانوا سبباً بقتل مئات العراقيين، وتدمير جميع البنى التحتية، وذلك حصل حين كان عيسى الساير، أحد قادة الحزب الإسلامي، قائم مقام الفلوجة في العام 2014.
وكان الساير، أحد قيادات الحزب الإسلامي، الذي وبحسب مصادر أمنية، فإنه "قتل الكثير من العراقيين، والضبّاط في الجيش العراقي الذي كان يسميه (جيش الكفار)"، مشيرةً إلى أن "الساير لم تقتصر جرائم قتله ومَن معه على ضباط الجيش العراقي السابق، بل وصل قتله إلى الكثير من علماء الدين المختلفين معه".
وبحسب دراسة سابقة لمركز كارنيغي للشرق الاوسط،، فإن "الحزب الاسلامي كان بمثابة ممثل للطائفة السنية في العراق، لكن شعبيته تراجعت، وأصبح غير مرحّب به في المجتمع السني، لفشله في الوفاء بوعوده".
وذكرت الدراسة، أن "شعبية الحزب الاسلامي تراجعت كثيرا منذ انتخابات عام 2018 بسبب فشله في الوفاء بوعوده في توفير الخدمات والأمن".
وتكشف مصادر أمنية، أن "الحزب الإسلامي له علاقة وثيقة بمصعب الزرقاوي، وتنظيم القاعدة آنذاك، ثم داعش، وسهّل دخولهم إلى المناطق السنية، حتى بات القتل مشهدا مألوفا عند المجتمع السني، الذي بقيَ يعاني من هذا الإرهاب".
وتضيف المصادر، أن "قادة الحزب الإسلامي كانوا الممهد الرئيس لأن تدخل عصابات التنظيمات الارهابية إلى الأنبار والموصل، وبعد قتل هذه العصابات، لجأ الحزب إلى إيران كي يعيد ترتيب أوراقه، وتكون بوابة دخوله إلى العملية السياسية مجددا".
وتوضح، أن "ما فعله الحزب الإسلامي، هو تهديد للأمن القومي في البلد، وزعزع استقراره مرات عديدة، وبسببه تحوَّل ملايين العراقيين إلى نازحين، سُرقت أموال إعادتهم لمناطقهم من قبل أحزاب سياسية وقادة آخرين مثل جمال الكربولي ومثنى السامرائي، الذين لهم ارتباط وثيق في الحزب الإسلامي".
وتمثل تجربة الإخوان المسلمين في العراق، نموذجا للصعود السياسي السريع ثم الانحدار نحو الهاوية، فبعدما كانت الحركة التي تعمل في هذا البلد تحت عنوان “الحزب الإسلامي” أبرز شريك للولايات المتحدة والقوى الشيعية والكردية في إدارة البلاد بعد العام 2003، وجدت نفسها في العام 2020، مجرد تابع لإيران.
وتقول مصادر إن الحزب الإسلامي العراقي قطع جميع خطوط تواصله مع القوى السياسية السنية، بعدما تعهدت له ميليشيات موالية لإيران بمنحه حصة من مقاعد البرلمان الخاصة بالطائفة التي يمثلها خلال أي عمليات انتخابية قادمة.
ويقول مراقبون إن حركة الإخوان ربما تلاشى أثرها السياسي والشعبي، بعدما فشل سليم الجبوري في استخدام موقعه رئيسا للبرلمان بين 2014 و2018 لإعادة ترسيخ نفوذ الحزب الإسلامي في مؤسسات الدولة، وما أعقب ذلك من صراع مع إياد السامرائي.
ويبدو أن صعود رشيد العزاوي إلى منصب الأمين العام للحزب الإسلامي، كان بمثابة رصاصة الرحمة على جسد الحزب بشكل نهائي، إذ تلاشى وجوده واصبح مجرد آثار.