المحايد/ استقصائي
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المبكرة المقبلة، لجأ بعض المرشحين إلى منصات التواصل الاجتماعي، ليرصدوا الصفحات التي تحتوي على أشخاص متفاعلين، من أجل شرائها وتغيير اسمها ومحتواها، لتكون واجهة للدعاية الانتخابية، أو لأجل تسقيط شخصيات سياسية معينة.
وسم #شفتك_سمير، أطلقته صفحة التقنية من أجل السلام، الصفحة المشهورة بنشر الأخبار الدقيقة، وكشف الأخبار المزيّفة بمختلف أنواعها ليست السياسية فحسب.
انطلق الوسم المذكور في عام 2018، وقبل الانتخابات النيابية التي شهدتها العراق، ليتم من خلاله مراقبة الصفحات التي تغيّر اسمها الحقيقي إلى دعم أحد المرشحين، أو إطلاق اسم "محبي الدكتور ...".
وبعد إجراء انتخابات عام 2018، أقدمت صفحة على الفيس بوك كانت تسمى بـ "حملة إغاثة النازحين"، على تغيير اسمها عام 2019 إلى "حملة الشيخ الدكتور عداي الغريري"، الأمر الذي تفاعل معه مستخدمو الفيس بوك، حين قالوا إن الحملة انتهت مع انتهاء الانتخابات.
وليس هذا فقط، ففي عام 2018، تم بيع الكثير من الصفحات الموجودة على الفيس بوك، وتم تغيير اسمها من اسم الصفحة الى اسم سياسي مرشح للانتخابات، كطريقة لكسب الجمهور.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لتغيير اسم صفحة من "بغداد العز" إلى صفحة "كلنا الاستاذ احمد حميد شرقي العلواني"، وهو احد المرشحين لهذه الانتخابات البرلمانية.
واطلع "المحايد" على محتوى الصفحات التي غيّرت اسمها، ليرى أنها عبارة عن نشر إعلانات للمرشح الذي تريد أن تروّج له الصفحة، أو تتضمن منشورات تسقيطية لأشخاص منافسين في الانتخابات.
وأوضحت مصادر مطلعة، أن "مفاوضات أجرتها خلال الفترة الماضية كتلةٌ تتبع لرئيس حكومة سابق مع إحدى الصفحات الشهيرة على موقع التواصل الاجتماعي، لشرائها بمبلغ معروض وصل إلى مليون دولار".
ولفتت المصادر إلى أن "الأمر تكرر مع كتلة أخرى لزعيم سياسي بارز، انشق قبل نحو عامين عن تكتله السابق، وشكّل كتلة خاصة به، وبعد فشل مفاوضات هذا الزعيم مع إحدى الصفحات "الفيسبوكية" لغرض الشراء، يقترب الطرفان الآن من الاتفاق على إيجار شهري مقابل عرض أنشطة حزبه وتصريحات قياداته المختلفة من خلال الصفحة ذاتها".
وعن بقية دعايات الفيس بوك، فقد "فتحت إحدى الكتل السياسية قنوات تواصل مع صفحات عدة على موقع التواصل الاجتماعي، أملاً بالاتفاق مع واحدة منها"، حسب المصادر التي أبلغت "المحايد".
وكشفت المصادر أن "عدداً من مسؤولي تلك الصفحات دخلوا فعلاً في مفاوضات مع الكتلة حول السعر أو نوع الترويج والمحتوى الذي ترغب في تقديمه في حال كان الأمر مقتصراً على إيجار شهري".
ويؤشر الحراك المُبكر للأحزاب والكتل السياسية العراقية، على صعيد برنامجها الدعائي للانتخابات المبكرة المقررة في تشرين الأول المقبل إلى مدى حدّة التنافس بين مختلف القوى النافذة في البلاد.
وحصل "المحايد" على تفاصيل حراكٍ لحزبين رئيسيين في بغداد، "يستهدف شراء أو تأجير صفحات على موقع فيس بوك بمبالغ تصل إلى مليون دولار، وتحديداً تلك الصفحات التي تمتلك أكثر من مليون متابع نشط".
ويستهلك العراقيون وقتاً في متابعة الأخبار والتطورات على "فيس بوك"، أكثر مما يقضونه في مشاهدة التلفزيون، وضمن متابعتهم نشرات الأخبار تحديداً.
وتوجد في العراق عشرات الصفحات المليونية (تملك أكثر من مليون متابع) على موقع "في سبوك"، غير العائدة إلى جهات سياسية أو حزبية، ويعود تاريخ إنشائها إلى نحو 10 سنوات أو أقل بقليل.
والملاحظ أن هذه الصفحات تتبنّى الخيار الوطني اللاطائفي، وخيار المدنية، وهي مُناصرة للتظاهرات الشعبية، ومهتمة بمتابعة قضايا الفساد وكواليس الأحزاب النافذة في السلطة.