المحايد/ ملفات
بينما يستمر الجدل بين الأوساط السياسية والشعبية في العراق حول نقل عدد من الأسر من مخيم الهول السوري إلى محافظة نينوى، تبرز مشكلة تواجد النازحين السوريين داخل الأراضي العراقية، وما يسببه من ثغرات قد تُستغل من قبل تنظيم داعش لضرب العوائل الآمنة.
ووفقاً لمصدر حكومي مطلع، فإن عدد الأسر من السوريين المتبقين داخل الأراضي العراقية، وتحديداً في محافظة الأنبار، بلغوا 120 عائلة، نزحوا إلى داخل المحافظة نتيجة الأوضاع المتوترة داخل سوريا.
وبينما أثارت عودة 100 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري، إلى مخيم الجدعة بمنطقة القيارة في محافظة نينوى، مخاوف أهالي المحافظة من تنامي بؤر الإرهاب مرة أخرى، رغم كل التطمينات الحكومية، برزت خشية من أن يكون هناك مخيم جديد يأوي الاسر السورية داخل العراق.
ويضم مخيّم الهول نحو 70 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال نزحوا إليه، بسبب الحرب ضد تنظيم داعش.
وتنفي وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، وجود أي أدلة تدين العائلات العراقية العائدة من مخيم الهول السوري إلى محافظة نينوى، فيما تشير إلى إمكانية مشاركتهم في الانتخابات المقبلة، وفقاً لتصريح أدلى به وكيل الوزارة، كريم النوري.
وفي هذا الصدد، يقول مسؤول محلي في محافظة الأنبار، إن "الأنباريين يعرفون الكثير من عوائل داعش ممن هربوا مع مَن يوالون التنظيم الارهابي إلى سوريا أو إلى بقية بلدان العالم، لهذا هم على دراية تامة بالخطر الذي يشكله وجود أي مخيم للنازحين داخل مناطق المحافظة خصوصاً إذا ما كان يأوي جنسيات اخرى غير عراقية".
ويتابع قائلاً: "في الأنبار، كل العشائر تعرف بعضها بعضاً، كما إنها تحاول منع أي عودة للإرهاب مرة أخرى وبأي شكل من الأشكال، لهذا هم يدركون جيداً، أن التنظيمات الإرهابية تعمل بالدرجة الأساس على استدراج المستضعفين والفقراء والمعدومين، خصوصاً أطفال النازحين والمراهقين من الجنسيات غير العراقية، التي تسكن داخل مخيمات النزوح".
ويمضي بالقول: "قد يبدو للمرة الأولى رقماً صغيراً، وجود 120 عائلة سورية نازحة في الانبار، لكنه ليس كذلك ابداً، لأنه لو تمكن داعش من استدراج واحد منهم فقط، فيسكون الجميع في خطر، وستكون هناك بؤرة خفيّة، قد تكبر مع مرور الأيام، وقد يعاد السيناريو نفسه الذي حصل عام 2014".
وأكد، أن "هناك خطة تجريها الحكومة المحلية في محافظة الانبار بالتعاون مع وزارة الهجرة والمهرجين لإنهاء ملف الأسر السورية النازحة داخل العراق، في الوقت الذي عادت فيه عدد من الأسر السورية المتواجدة في المحافظة إلى مناطقها بعد ما شهدت الأوضاع الأمنية استقراراً نسبياً".
وعلى إثر اشتداد المعارك بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وتنظيم داعش الإرهابي، نزحت نحو 150 أسرة سورية إلى المخيمات داخل الأنبار، بينما ذهبت أعداد أخرى من الأسر إلى مخيمات النزوح في إقليم كردستان.
ووفقاً لإحصائية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من 245 ألف سوري لجأوا إلى العراق منذ 2011، يعيش 97% منهم في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية بإقليم كردستان العراق، فيما ينتشر بقية اللاجئين في المحافظات العراقية الأخرى، لا سيما في بغداد ونينوى وصلاح الدين والأنبار وكركوك.