المحايد/ ملفات:

شهدت منطقة الأعظمية في بغداد، انتشارا أمنيا مكثفا في محيط مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان، على خلفية ظهور دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي من جهات مجهولة متطرفة لهدم المرقد الذي يحظى بالقدسية لدى المسلمين السنة في العراق.

وقال إمام وخطيب جامع الإمام الأعظم الشيخ مصطفى البياتي، إن "القيادات والوزارات الأمنية وشخصيات حكومية اتصلت بإدارة الجامع وتعهدت بحمايته وتأمينه".

وتفقد شيوخ ورجال دين من الأعظمية القوات الأمنية المكلفة بحماية الجامع والمرقد برفقة عدد من شباب ووجهاء أهالي المنطقة" الواقعة شمالي العاصمة العراقية.

ونشرت وسائل إعلام محلية وناشطون عراقيون صورا ومقاطع مصورة تظهر عددا من رجال الأمن وهم يجلسون أمام السور الخارجي للمرقد وآخرين يتجولون في الشوارع القريبة منه.

وحذر ناشطون عراقيون على مواقع التواصل من "الفتنة" وخطر الدخول في "نفق الطائفية"، ووجه بعضهم أصابع الاتهام إلى "جهات سياسية فاشلة" بمحاولة افتعال أزمة طائفية في البلاد مع اقتراب موعد الانتخابات العامة، حسب قولهم. 

وزخرت الحسابات العراقية على تويتر، على نطاق واسع، بتحذيرات من "الفتنة" التي تحاول إثارتها جماعات متطرفة.

وبحسب مصادر أمنية رفيعة، فأن "الاجهزة الأمنية تتبعت مطلقي دعوات ازالة تمثال ابو جعفر المنصور، ووجدت انهم ذاتهم من يطلق الدعوات ضد مرقد ابو حنيفة في الاعظمية، وهم تابعون بشكل مباشر لأجندات سياسية تحاول استثمار العقل الجمعي والعاطفة الدينية لغرض اعادة انتاجها سياسياً خلال الانتخابات المقبلة".

وتقول المصادر "للمحايد"، إن "أحزاباً وقوى سياسية حاولت استغلال المناسبات الدينية والسياسية، والاحداث الأمنية خلال عام 2014 وما نتج عن سقوط الموصل بيد تنظيم داعش،  لصالحها من خلال تخويف جماهيرها بأن ترك انتخابهم يعني النهاية الحتمية لهم، وهذا ما كشفته اعترافات بعض ممن حققت معهم القوات الأمنية من مطلقي الدعوات الطائفية والعنصرية في البلاد".

وتضيف المصادر، أن "القوات الأمنية حققت مع الكثيرين ممن تبنى دعوات هدم تمثال ابو جعفر، ومن دعم اطلاق دعوة أخرى بالضد من مرقد ابو حنيفة النعمان، ووجدت ان هناك من يدفعهم مقابل أموال ومنح شهرية، لتأزيم الصراع المجتمعي مرة أخرى، واحداث فتنة طائفية قبيل الانتخابات، خشية من خسارة فادحة قد يتعرضون لها، بسبب ما يحدث في العراق من فساد مالي واداري وتفككك مجتمعي بسبب السياسيات الخاطئة للأحزاب التي حكمت العراق منذ 2003".