المحايد/ ملفات
بدأ الصراع الانتخابي يشتد لحظة بعد لحظة، بعد ما حاول كل مرشح استهداف جمهوره بدعاياته الانتخابية، التي قد تكون المطالبة بإعادة أرض إلى أهلها، حيث جاءت هذه المطالبة حديثاً، مع اقتراب الانتخابات النيابية المبكرة، التي ستحدث في العاشر من تشرين الأول المقبل.
خميس الخنجر، الأمين العام للمشروع العربي في العراق، زعيم تحالف "عزم"، وعضو التحالف محمد الكربولي، وآخرون من السياسيين السنة، حاولوا الرقص على جراح أهالي جرف الصخر والمقامرة بها، من أجل الدخول إلى المعترك الانتخابي المقبل.
الكربولي وحول قضية جرف الصخر، غرد قائلاً: بجهود صادقة وعمل دؤوب، مباحاثات عودة الاهالي الى جرف الصخر تدخل مراحلها الأخيرة".
ورغم تلك السنوات التي عدت دون نجاح عودة أهالي جرف الصخر، لأنها لم تكن قضية سياسية، ولم تشكل دعاية انتخابية آنذاك، إلا أن الكربولي أضاف في تغريدته: "آن الأوان لتنتهي سنوات الغربة والتهجير وليعود الناس لبيوتهم وحقولهم في وطنهم، ونبشركم اننا ماضون بنفس الطريق للانتهاء من قانون العفو العام وكشف مصير المغيبين واعادة اللُحمة بين العراقيين".
وكثرت تغريدات السياسيين السنة تزامناً مع قرب الانتخابات، إلا أنها تبقى مجرد تغريدات وتصريحات، لأنهم يحاولون من خلالها كسب مشاعرهم وتعاطفهم، إلا أنهم يظهرون بشخصية السياسي العراقي الضعيف، حسب ما يرى بعض المختصين، الذين أشاروا إلى لقاء الخنجر مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حين زار الأخير العراق في 26 نيسان الماضي، وبحثا قضية جرف الصخر.
الخنجر وعقب لقائه بظريف غرد قائلاً: "استقبلنا اليوم في بغداد وزير الخارجية الإيراني السيد جواد ظريف والوفد المرافق له، وبحثنا معه عددا من القضايا المهمة التي تخص العراق والمنطقة، قضايا جرف الصخر والمناطق المغلقة بوجه أهلها، من دون وجه حق، كانت موضع البحث والحوار، وستكون هنالك خطوات عملية قريبا".
وجرف الصخر التي تم تبديل اسمها إلى جرف النصر، وذلك بعد هزيمة داعش في جرف الصخر، هي ناحية تبعد حوالي 60 كم جنوب غرب بغداد وشمال مدينة المسيب على بعد 13 كم، أغلبهم من قبيلة الجنابيين من الفلاحين العاملين بالزراعة؛ كونها تقع على نهر الفرات من الجهة اليمنى للنهر، وتكثر فيها زراعة النخيل وأشجار الفاكهة وكذلك زراعة المحاصيل الحقلية مثل الحنطة والشعير.
وأخليت ناحية جرف الصخر من سكانها، ولم يتبق فيها سوى قوات الفصائل المسلحة، المرتبطة بالحشد الشعبي، التي ترفض عودة الأهالي إلى البلدة منذ استعادتها من تنظيم داعش أواخر تشرين الأول 2014، حيث تكتسب أهمية استراتيجية بالغة، نظراً لطبيعتها الجغرافية الصعبة، وموقعها المهم الذي يربط بين المحافظات الغربية والوسطى والجنوبية.
وأشار بعض المختصين السياسيين إلى أن "المُثير أو المُلفت، هو أن يعلن خميس الخنجر بحث قضية جرف الصخر مع وزير خارجية دولة أجنبية في بغداد أي مع وزير خارجية إيران ، بينما من ناحية عُرف و قوانين ومبادئ سيادة عامة ، يجب أن تُعتبر قضية جرف الصخر مسألة داخلية بحتة، تخص الدولة العراقية حصريا".
المختصون السياسيون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أبلغوا "المحايد"، أن "هذا السياسي أو غيره يعتقدون بأنهم في هذه التغريدات والتوسلات، إنما يعلنون وبصراحة، حتى لمن لم يدرك حقيقتهم بعد بأنهم فاقدو الإرادة والرؤية، لكنهم يعتقدون بأنهم قادرون على التظليل بهذه الكلمات والتغريدات، لأن التظليل في عُرفهم محاولة لإيقاف عقارب الساعة، كي تمضي الأمور كما يريدون".
وقال مصدر سياسي آخر مطلع، إن "الخنجر أراد ببحثه مع ظريف قضية جرف الصخر، أن يعطي إيحاءً بأن العراق مسيّطر عليه من قبل إيران، لكنه رغم هذا، تحالف عام 2018، مع الكتل التي لديها فصائل مسلحة ترتبط عقائدياً بإيران".
وأوضح، أن "مقامرة الخنجر في جرف الصخر، والتوسل بدولة خارجية، جعلته بموقف حرج أمام الجمهور الذي يحاول استهدافه بدعايته الانتخابية، حين رأوا الزعيم السياسي الذي يدّعي نصرتهم، متوسلاً ضعيفاً أمام إيران".
وأشار بعض المراقبين إلى أن "الانبطاح السياسي السري والعلني لإيران حكرا على أحزاب الإسلام السياسي الشيعي، لأسباب بنيوية عديدة، منها إقامتهم فيها سنوات طويلة، ودعمها لهم بالمال والسلاح والتدريب وغيرها، على الرغم من أن أحزابا وشخصيات من الإسلام السياسي السُني ذهبت إلى طهران أيضا للحصول على شهادة حسن السلوك من أجل الاستيزار والاسترزاق، لكن سراً وعلى استحياء".
وتابعوا: "لكننا اليوم أمام زعامة سياسية ومجتمعية مما يسمونه الطيف السياسي السُني، يمارس علنا الانبطاح السياسي لإيران، ولا يضيره فقدان أناقة الإحساس بالحياء السياسي، حينما يطلب من وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف السماح لأهله المشردين في المخيمات بالعودة إلى مساكنهم ومزارعهم".
وفي كل مؤتمر، يحاول الخنجر مغازلة الجمهور السني من ساكني جرف الصخر والمناطق المحاذية لها، عبر المناداة بعودة أهالي الناحية إليها، إلا أن بعض المراقبين عدّوها "مغازلة انتخابية"، بسبب إبراز تصريحاته قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة.