المحايد/ ملفات
تشهد الساحة السياسية السنية صراعاً مبكراً، يستبق انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات، بطرق بدائية وتقليدية، بدءاً من تبليط الشوارع وليس انتهاءً بإقامة الولائم لعدد من المواطنين في بعض المناطق.
الصراع السني المبكر بدأ مبكراً، بعد إطلاق عدد من السياسيين السنة حملات لإكساء شوارع المناطق المحررة في محاولة لجذب أصوات مواطنيها، وإقامة الولائم مع تقديم أطباق "المفطح" للمواطنين في محافظتي صلاح الدين وديالى.
القوى والأحزاب السنية استعدت للانتخابات البرلمانية بأربعة تحالفات انتخابية كبيرة تتنافس فيما بينها في ثماني محافظات.
وتشير الاستطلاعات، إلى ان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، كزعيم شاب قد يسحب البساط من سياسيين مخضرمين، لم يحققوا من إنجازات قدر المتحقق في الفترة القصيرة الماضية، على يد الحلبوسي لاسيما في الانبار.
وتنحصر المنافسة بين تحالفيّ (تقدم) بقيادة محمد الحلبوسي والذي يضم في عضويته شخصيات وزارية ونيابية وعشائرية، و(العزم) الذي يتزعمه خميس الخنجر والمكون من ثمانية أحزاب.
وتؤشر الترجيحات السياسية، ان سفينة الخنجر قد لا تصمد امام رياح الانشقاقات الناجمة عن كون الكيان الجديد تجمعه مصالح خاصة قبل ان يكون من اجل المصلحة العامة، وفق مراقبين لمشهد الحراك السني، وتجربة الخنجر الفاشلة في إرساء التحالفات.
ووفق مصادر خاصة لموقع "المحايد"، فإن "محافظات بغداد وكركوك وديالى سوف تكون محل انشغال القوى السنية بعد مناطق الغربية، لكسب اصواتها المشتتة.
وتكمل المصادر، ان"بعض الكيانات تحرص على الدخول في قائمة موحدة لضمان عدم تشتيت الاصوات".
وكان خميس الخنجر قد اعلن عن تشكيل تحالف العزم ، ويضم عددا من الشخصيات السنية بينهم سليم الجبوري وجمال الكربولي المتهم بالفساد، ومحمد الكربولي ومثنى السامرائي وخالد العبيدي.
وتحدثت المصادر ان "الخنجر يعتمد على المال السياسي قبل أي شيء آخر من اجل بسط هيمنته السياسية".
وتشغل القوى السنية في البرلمان الحالي 73 مقعدا من أصل 329، موزعين على كتل سياسية عدة، قبل تشكيل تحالف المحور الوطني في آب 2018، وهو التجمع الأكبر للسنة بعدد 50 مقعدا نيابيا.
اما تحالف تقدم بقيادة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، فقد بات أبرز التحالفات السنية الذي يعتمد بشكل أساسي على نجاحات ارساها الحلبوسي في المنطقة الغربية لاسيما الانبار، وتعهده بانه سيجعل منها مركزاً للقرار السياسي، وواحة للاعمار والبناء.
وخلال الفترة الماضية، شهدت محافظة الأنبار حملات إعمار في البنية التحتية، وتأهيل المنازل وشبكات المياه والمجاري، وإعادة خطوط نقل الطاقة إلى العمل.
ونظراً لما تشهده مدينة الأنبار من تزايد تلك الحملات، أشار تقرير لموقع ناشيونال الاميركي، إلى تحول الانبار من محافظة مدمرة الى مدينة مزدهرة في الخدمات.
وذكر التقرير الأميركي، ان"الهجمات على القوات الاميركية في 2004 كانت شبه يومية، ودمرت الفلوجة بالارض بعد حملة اميركية، كما انها تعرضت مرة اخرى للتخريب عقب سيطرة تنظيم داعش عليها، لكن اليوم ، لا يمكن التعرف على الفلوجة والرمادي تقريبًا، فالطرق التي تربط المدينتين هي من بين أفضل الطرق في العراق".
واضاف، ان"عمال البلدية يقومون بعناية بتقليم الحدائق وزهور المياه التي تنمو في الأماكن العامة وجمع القمامة وتظهر الأعمال التجارية كل يوم تقريبًا وأعاد السكان بناء منازلهم وتزدهر الجامعات المحلية ويتفاخر سكان الرمادي بكيفية استضافة مدينتهم قريبًا لأحد أول فنادق العراق من فئة الخمس نجوم ويقر العراقيون خارج المنطقة بأن الأنبار هي أكثر مناطق العراق أمانًا بعد كردستان العراق وهي تلحق بالركب بسرعة".
وتابع التقرير، انه"بينما يتفاخر سكان الانبار بحق بأنهم حققوا نهضتهم بمساعدة خارجية قليلة، لا تزال الحكومة العراقية في وضع حرج بسبب بيروقراطيتها وعدم كفاءتها ونقص السيولة، في الوقت الذي ينسب الكثيرون إلى محافظهم علي فرحان الدليمي وكذلك النخب القبلية والتجارية في المحافظة على تكاتفهم معًا وفعل ما لم تستطع بغداد فعله أو لم تستطع فعله، فالحكومة المحلية والإرادة المحلية مهمة".
ويشير التقرير الى، انه"بينما تتألق الرمادي والفلوجة اليوم ، لا يزال جزء كبير من الموصل في حالة خراب ، اعتقل محافظها السابق العام الماضي لدوره في مخطط فساد واختلاس بملايين الدولارات".
ويلفت الى، ان"الرمادي تظهر ما هو ممكن في العراق، بينما دفع السكان المحليون إحياء المدينة بأموالهم الخاصة ، واجتمع عشرات الأكاديميين وزعماء القبائل والسياسيين في الرمادي واتفقوا على شيء واحد: لقد حان الوقت للولايات المتحدة لتغيير مسارها ووضع الأعمال أولاً".