المحايد/ ملفات
تعيش الأوساط المجتمعية في العراق، حالة من القلق من تنامي ظاهرة قتل النساء لأزواجهن وأشخاص آخرين، وتحول بعضهن إلى ’’قاتلات متخفيات’’، فيما يشدد مراقبون على ضرورة ايجاد إحصائية لجرائم القتل التي ترتكبها بعض النسوة في العراق، ودراسة هذه الظاهرة المتنامية في الفترة الأخيرة.
ويقول مصدر أمني إن "ما يخرج للإعلام من حدوث جرائم ترتكبها نساء بحق ازواجهن وأطفالهن وأشخاص آخرين هو غيض من فيض ما هو موجود على أرض الواقع، هناك جرائم شبع يومية طرفها الرئيس النساء وضحاياها رجال وأطفال قتلى ومصابين".
ويتابع: "هناك جرائم قتل ترتكبها نساء، تحدث بشكل مستمر، في المحافظات، وبقصص مختلفة، بعضها غريب، والبعض الآخر منها مرعب، لكن هناك تشخيص واضح لتنامي ظاهرة اقدام النساء على ارتكاب جرائم قتل متعمدة، ضد نساء أخريات وأطفال ورجال".
وفي أقل من يومين، أقدمت امرأة من سكنة محافظة ذي قار الجنوبية، على إشعال النار بجسد أثناء نومه.
وبحسب المصدر ذاته، فأن "المرأة اقدمت على فعلتها بعد عزم الضحية على الزواج من امرأة ثانية"، مشيراً إلى أن "الجريمة وقعت بعد يوم من القبض على امرأة ثلاثينية قتلت زوجة أخيها وطفلها، قبل أن تنتحر، باستخدام سلاح ناري، في أحدى مناطق ذي قار".
مطالبات بالتدخل
يقول مختار احدى مناطق محافظة البصرة، (غ.ق) (54 عاماً)، "بين فترة وأخرى نتداول في مجالسنا مع المختارين من المناطق المجاورة لنا، أحاديث تتعلق بإقدام نساء هنا وهناك على ارتكاب جرائم قتل بشعة، دون أن يكون لهن أي سوابق في الاجرام".
ويضيف المسؤول المحلي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، "في الأيام القليلة الماضية، تأتينا الأخبار من العاصمة، ومناطق كربلاء والناصرية، والديوانية، وغيرها، بتسجيل حالات متكررة لجرائم قتل ترتكبها النساء بحق ازواجهن أو أطفالهن أو أشخاص آخرين على صلة بهن".
ويمضي "في العرف العشائري، لم تكن المرأة يوماً طرفاً مباشراً في التشاور بخصوص ما تقدم عليه من جرائم وأفعال، دائماً ما يكون قرارها بيد الرجال، لكن هذه المرة، علينا ان نفكر جدياً، بأن يكون لمرأة دور بارز في تبيان ما يجري داخل البيوتات وكيف يمكن منع تنامي هذه الظاهرة الخطيرة والمرعبة".
’’كل العادة سترفض العشائر، ادراج المرأة ضمن الادوار البارزة، وسيتم التعامل معها بمنتهى السطحية، لكن هذا الأمر خطير جداً، يجب أن نسمع صوت المرأة، وما تفكر به داخل منزلها ومع زوجها وأطفالها، قبل ان تنتشر مجازر عائلية داخل البيوتات، ونعيش وسط قاتلات متخفيات بين الأوساط المجتمعية، كما اننا مختارين نطالب حكومات المحافظات المحلية، ومنظمات المجتمع المدني، والجهات ذات العلاقة بالتدخل العاجل للمساهمة في وقف هذا السيناريو المرعب’’، يختم المختار حديثه.
ويطالب ميثم راضي، الناشط المجتمعي، "وزارة الداخلية، وجهاز الأمن الوطني، بإجراء جولات داخل المناطق الشعبية، والفقيرة، والاستماع إلى القصص والحوادث التي يرويها سكان تلك المناطق، وأخذ عينات مجتمعية، والخروج بدراسة واقعية شاملة، عن وضع النساء في العراق".
ويشدد على ضرورة أن "تأخذ الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، ووسائل الإعلام المحلية، دورها الفاعل في الضغط على الجهات الحكومية، لأخذ الاحصائيات الحقيقية والمعلومات الكاملة، عن تحول بعض النساء إلى قاتلات متخفيات داخل المجتمع، وجرد كل الجرائم التي ترتكبها النسوة، للمساهمة في ايجاد الحلول الناجعة".
ويقول إن "المجتمع مهدد بالكامل، إن تم التغاضي عما يحدث داخل البيوتات العراقية، وإن اللامبالاة التي تبديها الأجهزة الأمنية والمجتمعية، الحكومية، تجاه تنامي ظاهرة ارتكاب النساء لجرائم القتل، يعد مؤشراً خطيراً لما يمكن أن يحدث مستقبلاً، ويدل على أن مئات المليارات من الدولارات التي صرفت منذ 2003 وإلى الآن لم تقدم لنا مؤسسات أمنية رصينة تحمي المجتمع، من الجرائم العائلية، والمخدرات، والاغتصاب وحالات التحرش الجنسي".