بعد الفاجعة التي شهدتها محافظة ذي قار اثر حريق مستشفى الحسين التعليمي، واعلان الحصيلة النهائية للقتلى والتي بلغت ٦٠ شهيداً، وفق اخر احصائية لوزارة الصحة، يعيد العراقين التذكير، ببيانات المسؤولين المستنكرة للفساد، بعد كل حادثة يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين الابرياء بين شهيد وجريح،
فقد شهدت مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، صباح الثلاثاء مواكب تشييع لضحايا قضوا في حريق إندلع بردهة العزل الصحي لمرضى كورونا في مستشفى الحسين التعليمي بالمحافظة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في دائرة الصحّة بالمحافظة قوله، إنّ "الحريق نجم عن انفجار اسطوانات أوكسجين".
أثارت الكارثة ردود أفعال غاضبة على الفور، فخرج مئات المحتجين الليلة الماضية أمام مستشفى الناصرية.
كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو مؤلمة وثقت لحظات الحداث، مع انتقادات شديدة اللهجة لما وصفه المدونون بـ"الفساد الحكومي والسياسي".
من جانبه، عزّا رئيس الجمهورية برهم صالح عوائل ضحايا حريق مستشفى الحسين، واعتبر في تغريدة على حسابه الرسمي الحادث هو نتيجة "الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع اصلاح أداء المؤسسات"، داعيا إلى التحقيق والمحاسبة.
فيما أكد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي فتح تحقيقات عالية المستوى بالحادث، مشددا على أن المقصرين ستتم محاسبتهم "مهما كانت انتمائاتهم وصفاتهم".
وأضاف الكاظمي في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في تويتر، أن الحكومة "تواجه -للأسف- عرقلة ممنهجة وهجمات إعلامية مع كل محاولة للتقدم إلى الأمام، والهدف هو إجهاض الإصلاح وتشويه صورته".
في هذه الأثناء، قال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي إن "فاجعة مستشفى الحسين دليل واضح على (الفشل) في حماية أرواح العراقيين".
وأضاف في تغريدة على حسابه في تويتر، "آن الأوان لوضع حدٍّ لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة اليوم لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".
من جانبها، شددت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت على ضرورة "عمل المزيد لضمان حصول جميع العراقيين على الرعاية في بيئة آمنة".
فيما قال السفير الأميركي لدى العراق، ماثيو تولر، إنه يشعر بحزن عميق في أعقاب حادث الحريق "المروع" بمستشفى الحسين.
وأكد تولر التزام الولايات المتحدة بدعم العراق في خضم هذه المأساة وتداعيات جائحة فيروس كورونا.
ويتسائل الكثير من المواطنين، حول جدوى بيانات التعزية ونتائج التحقيق، واللجان التي شكلت منذ حادثة فاجعة جسر الائمة عام ٢٠٠٦ وصولا إلى حريقي مستشفى الحسين التعليمي وقبله حريق مستشفى ابن الخطيب.
ويشير مواطنون إلى أن كل المسؤولين والسياسيين والوزراء والزعامات الدينية والسياسية، تستنكر الفساد وتدينه، اذن من هو المسؤول عنه؟، ومن يوقفه؟.