المحايد/ ملفات
بعد ما كان قد وعد بعودة أهالي ناحية جرف الصخر، لم يفِ زعيم تحالف "عزم" خميس الخنجر، بوعده الذي أطلقه سابقاً، وفقاً لمصادر تحدث عن مساومة الخنجر لأهالي المحافظة، برهن عودتهم إلى مناطقهم، مقابل أصواتهم في الانتخابات المقرر إجراؤها بالعاشر من تشرين الأول المقبل.
وفي منتصف حزيران الماضي، تعهد الخنجر، بعودة أهالي جرف النصر (الصخر سابقا) إلى مناطقهم، شمالي محافظة بابل، خصوصاً بعد طلبه الأمر من وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حين ناشده بالتدخل لحل القضية.
واليوم السبت، ذكر فريق نسمة وطن التطوعي في بيان، أنه "بعد تصريحات رئيس تحالف عزم، خميس الخنجر وتعهده بقرب عودة النازحين إلى ناحية جرف الصخر هذا العيد؛ أعلنا في فريق (نسمة وطن) التطوعي استعدادنا للذهاب إلى ناحية جرف الصخر، من أجل تهيئة الأوضاع لعودة السكان، وتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات للجهات الحكومية في ترميم البنايات وصبغها، وإصلاح بعض المشاكل الخدمية، لكننا حتى الآن لم نر أي بوادر لعودة النازحين إلى هذه الناحية، ولم نجد أي طريقة أو وسيلة تسهل لنا مهمة الدخول أو الذهاب لناحية الجرف".
وأوضح الفريق: "أبلغنا الخنجر ومكتبه منذ الايام الاولى باستعدادنا التام للذهاب برفقة القوات الامنية للقيام بأعمال التنظيف والترميم ولكننا لم نلمس الجدية واتضح لنا بان الامر لا يتعدى الاستهلاك الاعلامي".
وأكمل: "نحاول التواصل مع مكتب الخنجر منذ اعلانه عودة نازحي جرف الصخر ولا اجابة على اتصالاتنا ولا رد على اسئلتنا عن كيفية وتوقيت العودة".
ومع ما ذكره الفريق التطوعي، كشفت مصادر خاصة ، عن ان تصريحات أطراف في تحالف عزم حول حلحلة ملف جرف الصخر، ياتي بعد اتفاق بين رئيس التحالف خميس الخنجر، والفصائل المسلحة، على إعادة بعض العوائل النازحة الى المنطقة بشرط إعلان موالاتها للفصائل المسلحة أولاً وإعطاء أصواتها الى خميس الخنجر.
ومنذ عام 2014 بدأ سكان مدينة جرف الصخر العراقية بالخروج منها بسبب المعارك، حتى خلت تماما منهم بحلول عام 2017، نفس العام الذي أعلن فيه العراق دحر تنظيم داعش.
والاحد، قال عضو في مجلس النواب العراقي، إن هناك اتفاقا لإعادة مهجري جرف الصخر إلى أراضيهم، مما أثار ردود فعل واسعة بين العراقيين.
وبحسب، محمد عبد ربه، النائب عن قائمة “عزم” التابعة لخميس الخنجر، فإن عملية عودة النازحين ستبدأ خلال أيام قليلة، حين قال النائب، في حديث تلفزيوني، إن هذا النجاح الكبير كان نتيجة أشهر من المفاوضات.
وتأتي تصريحات عبد ربه بعد يومين من تغريدة لرئيس تحالف عزم، خميس الخنجر، كرر فيها أن عودة النازحين ستكون بعد “أيام قليلة”، يعودون بعدها إلى بيوتهم ” آمنين مطمئنين (..) ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة الأمن ومحاربة الارهاب والتطرف.
ويعتقد المحلل السياسي العراقي، سمير شيخ الله، أن تصريحات عبد ربه والخنجر غير واقعية، مضيفا، أن ملفا بهذا التعقيد والأهمية لن يكون سهل الحل.
ويضيف المحلل: "قد يكون هناك عودة لبعض الأهالي إلى أطراف المنطقة التي يسيطر عليها الجيش العراقي، وهذا إن حصل قد يشير إلى تحالف مبكر بين الخنجر والفصائل المسلحة التي أرادت إعطاءه هدية انتخابية ثمينة".
وكان مجلس محافظة بابل المنحل صوّت، في وقت سابق، على مشروع يقضي برفع دعوى قضائية على أيٍّ من السياسيين الذين يطالبون بعودة أهالي منطقة جرف الصخر إلى ديارهم.
ويتفق قرار المجلس مع موقف القوى المسلحة التابعة للحشد الشعبي المسيطرة على البلدة، والتي تمنع دخول أي جهة إليها، سواء كان رئيس الوزراء، أو مسؤولين آخرين، حسب ما أعلنه محللون سياسييون، وتحدوا فيها رئيس الوزراء بالدخول إلى جرف الصخر.