المحايد/ ملفات
يحاول رجل الأعمال العراقي، خميس الخنجر، منذ 2018 لعب دور مباشر في العملية السياسية للوصول إلى زعامة المكون السني، من خلال تشكيل تحالفات وقيادته لقوائم انتخابية، لكن الفضائح تلاحقه في كل دورة انتخابية، بسبب مواقفه المعروفة لدولٍ خارجية، ساهمت بشكل وآخر، بإدخال الإرهابيين إلى العراق.
وفي عام ٢٠١٤، خرج الخنجر في تصريح معلناً دعمه لعصابات داعش الإرهابية التي قتلت افراد القوات الأمنية، وذبحت مئات المواطنين العراقيين، حين قال إنهم "ثوار العشائر، وداعش غير موجود واقعياً"، ليضع عليه العراقيون علامات الاستفهام، ويتهمونه بدعم الإرهاب، مثل ما اصدر القضاء في وقت سابق حكماً يتهمه بالإرهاب.
والخنجر الذي يتزعم تحالف "عزم" حاليا، زاره وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في 24 نيسان 2021، وتفاوض على حساب معاناة أهل ناحية جرف الصخر، مقابل عودتهم إلى مناطقهم، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه تعامل مع دولة أخرى على أرض تخص العراق.
ويُعرف رجل الأعمال والسياسي السني بعلاقاته الخاصة مع تركيا وقطر اللتين يحمل جنسيتهما، إضافة إلى علاقته الوثيقة بالمملكة الأردنية، ويحمل أيضا جنسيتها، كما كان قريبا جدا من السعودية والإمارات قبل اندلاع الأزمة الخليجية عام 2017.
وفي الوقت الحالي يعتبر الخنجر حليف تركيا وقطر الأقرب من بين القادة السنة بالعراق، والأبعد عن السعودية والإمارات، حسبما قال القيادي في تحالف "عزم" رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني خلال مقابلة تلفزيونية في 30 أبريل/نيسان 2021.
ويسعى الخنجر في المرحلة الحالية لتشكيل أكبر تحالف سني أطلق عليه "عزم" لخوض الانتخابات البرلمانية في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، منافسا بذلك تحالف "تقدم" الذي يقوده غريمه السياسي رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي.
وبدأ الخنجر دعايته من جرف الصخر، حين ساوم أهلها بمنح صوتهم له في الانتخابات، وإعلان الولاء للفصائل المسلحة، مقابل أن يعودوا إلى مناطقهم في الناحية.
وكانت تهمة الخنجر من الخزانة الأميركية في ديسمبر/كانون الأول 2019، بأنه "قدم مبالغ كبيرة لشخصيات سياسية عراقية من أجل حشد الدعم وتأمين تعيين أحد مرشحيه لمنصب داخل الحكومة".
وفي يونيو/حزيران 2016، قالت وكالة "رويترز" إن رجل الأعمال الخنجر "يستخدم ثروته التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات لإقامة منطقة حكم ذاتي لسنة العراق".
وأضافت الوكالة أنه "على مدى 10 سنوات على الأقل مول الخنجر الساسة والمقاتلين السنة على حد سواء، ويمثل تحول الخنجر من وسيط في عقد الاتفاقات من وراء الكواليس إلى شخص يطمح أن يكون بطلا مدافعا عن حقوق السنة علامة على الشقاق السياسي المستمر بالعراق".
ويقدر صافي ثروة الخنجر بمئات الملايين من الدولارات، وله أنشطة في مجالات التصنيع والمصارف والخدمات المالية والعقارات التجارية والسكنية في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا.
ويقول منتقدون له من مقاتلين سابقين سنة إلى ضباط مخابرات عراقيين سابقين إن عائلته كونت ثروتها من خلال إنشاء شركات واجهة لرجال نظام الراحل صدام حسين في التسعينيات.
وقال دبلوماسيون أميركيون سابقون: إن "ثروة الخنجر الضخمة وعلاقاته الوثيقة بدول الخليج وتركيا تسمح له بأن يكون قوة سرية ومستمرة على الساحة السياسية العراقية".