المحايد/ سياسي
قطع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، وعداً لرئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي بشأن توليه الولاية الثالثة بعد الانتخابات المقبلة.
وأفادت مصادر سياسية كردية للـ"المحايد"، بأن "بارزاني أكد للمالكي خلال زيارته إلى كردستان خلال الأيام الماضية أن مستعد لدعم توليه الولاية الثالثة".
فيما أكد النائب هوشيار عبدالله ان "رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني وعد رئيس الوزراء السابق وزعيم تحالف دولة القانون نوري المالكي بشيئين خلال اللقاء الذي جمعهما بأربيل".
وقال عبد الله في تغريدة نشرها اليوم : "حسب المصادر المطلعة، خلال زيارته لأربيل، البارزاني وعد المالكي مبدئيا بشيئين: الاول: ان يؤيده في إجراء الانتخابات في موعدها، الثاني: ليس لديه اي فيتو او اعتراض على الولاية الثالثة للمالكي “.
وأضاف :” بالمناسبة، بالأمس القريب كانت بينهما حرب اعلامية مصطنعة استمرت لسنوات تسببت بإثارة الفتن".
وخلال اجتماع عقده المالكي في أربيل مع بارزاني بحثا خلاله الوضع السياسي في العراق والمنطقة ومخاطر الارهاب والتحديات التي تواجه العملية السياسية".
وناقش الطرفان مسار الانتخابات البرلمانية المقبلة وضرورة اجرائها في موعدها المحدد في العاشر من تشرين الاول اكتوبر المقبل وضمان اجرائها في ظروف حرة ونزيهة وعادلة.
وكان المالكي الذي بدأ مؤخرا حملة سياسية واعلامية تروج الى سعيه لتولي رئاسة الحكومة مجددا عقب الانتخابات المقبلة قد وصل الى اربيل للقاء الزعامات الكردية.
وكان المالكي قد ترأس الحكومة لولايتين بين عامي 2006 و2014 شهدتا فسادا وصراعا طائفيا غير مسبوقين وسيطرة تنظيم داعش على ثلثي مساحة البلاد اثر انهيار القوات العراقية التي كان المالكي القائد العام لها في ذلك الوقت.
وبدأ المالكي مؤخرا حملة سياسية واعلامية تحت شعار "نعيدها دولة" للترويج لرغبته في رئاسة الحكومة الجديدة التي ستفرزها الانتخابات المبكرة المقبلة من خلال الاعلان عن خطواته في حال توليه المنصب مجددا وتوجيه رسائل تصالحية الى غريمه زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر الذي اعلن مؤخرا مقاطعته للانتخابات والتي وجد فيها المالكي فرصة لتحقيق رغبته لما يتمتع به التيار الصدري من ثقل في الشارع العراقي.
رغبة مرفوضة للتصالح
ومن اجل ذلك فقد اكد المالكي مؤخرا ان يده ممدودة للصلح مع الصدر منوها عبر رد على اسئلة المتابعين عبر بريده الالكتروني قائلا "يدي ممدودة لكل من يريد التصالح معي ولا أريد الخصومات، ولا اريد استمرار الخلاف لا مع مقتدى الصدر ولا مع غيره.
وعن مشروعه السياسي في حال عودته لرئاسة الحكومة قال المالكي ان "الشعب هو من سيقرر عودتي الى رئاسة الوزراء، وإذا حدث ذلك فخطوتي الأولى فرض الأمن وهيبة الدولة في العراق".
واعتبر المالكي عدم مشاركة الصدر في الانتخابات لا ينتقص من شرعيتها ولا يمثّل مدعاة لتغيير موعدها كما قال في تصريح لشبكة "رووداو" الكردية اطلعت عليه "ايلاف".
وعادة ما يتهم الصدر المالكي بشكل غير مباشر بسقوط محافظات عراقية بيد تنظيم داعش كما يصفه اعلام التيار الصدري بـ "صاحب الرئاستين". وللصدر 56 مقعدا فيما للمالكي 25 في البرلمان العراقي الذي يتشكل من 329 مقعدا.
وكان المالكي قد قاد عملية عسكرية في محافظة البصرة الجنوبية باسناد القوات الاميركية جوا وبرا في 25 آذار مارس عام 2008 ضد جيش المهدي التابع للصدر بعد تصاعد نفوذها في مناطق الجنوب قائلا إن "الغرض هو القضاء على شبكات الجريمة ومهربي النفط في البصرة".